أرشيف بيانات النور

مدونة عبارة عن أرشيف لبيانات النور للامام المهدي ناصر محمد اليماني للبيان الحق للقران الكريم لتيسير البحث لاولي الالباب من البشر اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

السبت، 30 يونيو 2007

24 لسنة 2007 : المهدي المُنتظر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم..


الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 06 - 1428 هـ
30 - 06 - 2007 مـ
41 : 10  PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المهدي المُنتظر يفتي في الزمن
الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى جميع عُلماء الديانة والناس أجمعين والسلام على من اتّبع الهادي الصراط المُستقيم، ثم أما بعد..
قال الله تعالى:
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25)}
صدق الله العظيم [الكهف]
وإليكم الفتوى الحق فأما لبثهم الأول لقضاء نومتهم الأولى فهي 
{ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ}
وتعدل بحسب أيامكم 24 ساعة تسعة ألاف سنة مما تعدون وإنا لصادقون وإني على تقديم البُرهان لقدير بإذن الله.
وأما الفتوى الأخرى لزمن نومتهم الأخرى
{وَازْدَادُوا تِسْعاً}
أي تسع سنوات فقط وتعدل بحسب أيامكم 24 ساعة تسعة ألاف سنة مما تعدون وإنا لصادقون وإني على تقديم البُرهان لقدير بإذن الله فأصبح الأمد الكُلي منذ دخولهم الكهف إلى يوم خروجهم منه ثمانية عشر ألف سنة والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل فهل تعلمون لماذا الحكمة من نومتهم الأولى ثم يبعثهم الله ليتساءلوا فيما بينهم كم لبثهم قالوا يوم أو بعض يوم ومن ثم عادوا إلى نومتهم مرة أخرى إلى حد الساعة في سُبات نائمون فهو لم يذهب ولم يأكلوا شيء من الطعام لأنه أصلاً رجع من باب الكهف ولكن أكثركم لا يعلمون وإنما يريد الله أن تكون نومتهم الأولى بحساب السنة القمرية لحركة القمر ومن ثم تكون نومتهم الأخرى بحساب السنة الشمسية في ذات الشمس وذلك حتى تعلمون التصديق
في قوله تعالى:
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)} 
صدق الله العظيم [الرحمن].
وإني أنا الإنسان الذي علمه الله البيان للقرآن لعلكم توقنون والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم.
وقال الله تعالى:
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14) هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (19) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً (22)}
صدق الله العظيم [الكهف]
الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

23 لسنة 2007 : من هو نبي بني اسرائيل من بعد موسى ؟



الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 06 - 1428 هـ
30 - 06 - 2007 مـ
27 : 12 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال منطقي ولك علينا الجواب من الكتاب
بإذن الله يا ابن عُمر المُكرم ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين ..
السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.. ثُمّ أما بعد..
يا معشر عُلماء المُسلمين إن من أتاه الله علم الكتاب لم يجد في القُرآن العظيم نبي يُدعى يوشع بن نون، ولم يُنزل الله به من سُلطان في القُرآن العظيم، فهلّموا يا معشر عُلماء الأُمة لأعلمكم من هو النبي الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى عليه الصلاة والسلام 
في قول الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)} 
صدق الله العظيم [البقرة] 
وأُحيط ابن عُمر المُكرم والصَدّيق وولياً حميم بأن ذلك النبي الذي كان في بني إسرائيل من بعد موسى أنهُ نبي الله هارون أخو موسى عليه الصلاة والسلام، وقد تعمّر هارون من بعد موسى أربعون عام ومن ثُمّ أكتمل زمن تحريم الله على بني إسرائيل دخول القرية التي كتب الله لهم وجاء قدر دخولهم من بعد انقضاء الأربعون العام وقد كُتب عليهم القتال في زمن موسى. 
وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)} 
صدق الله العظيم [المائدة]
فهل تساءلتم يا معشر عُلماء الأُمة لماذا هذا النبي لم يقود بني إسرائيل هو؟!
وكذلك لماذا بني إسرائيل لم يطلبوا من هذا النبي أن يقودهم برغم اعترافهم بأنه نبيٌّ لهم؟!
فلماذا لم يطلبوا من نبيّهم أن يقودهم؟!
بل قالوا ابعث لنا ملك نُقاتل في سبيل الله، فلماذا لم يقولوا لنبيّهم أن يقودهم ليقاتلوا في سبيل الله؟!
إذاً هذا النبي قد صار شيخاً كبيراً ووصل إلى أرذل العُمر من بعد قوةٍ ضُعف وشيبة، فهو لا يستطيع أن يقودهم نظراً لأنه أصبح شيبة عاجز، وكذلك بني إسرائيل يعلمون بأنه لم يعد يستطيع لأنهم يرونه شيبة عاجز ولذلك لم يطلبوا منهُ أن يقودهم بل قالوا أختار لنا منا من بني إسرائيل من يقودنا لنقاتل في سبيل..
فهل تعلمون يا معشر عُلماء الأُمة من ذلك النبي عليه الصلاة والسلام؟!!
إنه نبي الله هارون أخو موسى.
وانقضت سنين التحريم على بني إسرائيل دخولهم المسجد الأقصى في الكتاب وجاء الزمن المُقدر لدخول بني إسرائيل الأرض المُقدسة التي بها بيت المقدس ولم يعد رسول الله موسى موجود فقد توفاه الله خلال الأربعين السنة، ولكن أخاه هارون لا يزال موجد ولكنه قد أصبح شيخاً كبيراً لا يستطيع حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنه قد أصبح من بعد قوة ضُعف وشيبة، قد وهن العظم منهُ، ولكنهُ قال إن الله أصطفى عليكم طالوت ملكاً، ولكن طالوت لم يكن من بني إسرائيل ولذلك قالوا أيكون له الملك علينا ونحن أحق بالمُلك منه!
فتعالوا لأُعلّمكم من هو طالوت الرجُل الصالح والذي زاده الله بسطةً في العلم ..
ولسوف نعود إلى قصة موسى وعبد من عباد الله الصالحين ولم يكُن نبياً ولا رسولاً، وكان يعلم بأن هناك رجُل وامرأة صالحين وقد تبنّوا لهم غُلام لم يكُن من ذُريتهم وإنما لأنهم لم يأتي لهم أطفال، ولكن هذا الغُلام من ذُرية شيطان من البشر ولا خير فيه وإنما تبناه هذا الأبوين الصالحين لوجه الله واتخذوه ولداً لهم ولا يعلمون من أبويه وأراد الله أن يُبدلهم خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً.
ومعنى قوله:
{وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
أي من ذُريتهم .. والآية واضحة وجلية بأن هذا الغُلام ليس ابنهم من ظهورهم وإنما تبنوه لوجه الله. 
وقال تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)} 
صدق الله العظيم [الكهف]
ولذلك قتل الرجل الصالح ذلك الغلام وأبدلهم الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً. وذلك العوض من الله خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً الذي أعطاه الله للأبوين الصالحين إنهُ طالوت عليه السلام الرجُل الصالح الذي أتاهُ الله المُلك وزادهُ بسطةً في العلم، وبلغ أربعون سنة يوم استلام القيادة من بعد نبي الله هارون الذي بلغ من الكبر عتياً، ومن ثم قُتل طالوت في المعركة وأستلم القيادة من بعده نبي الله داوود عليه السلام.
ثُمّ أنظروا يا عُلماء الأُمة ماذا قال لهم نبيّهم هارون حين طلبوا منه القيادة فذكّرهم بأنه قد كُتب عليهم القتال من قبل في عهد أخيه موسى فلم يقاتلوا.! 
وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)} 
صدق الله العظيم [البقرة] 
إذاً يا معشر عُلماء الأُمة لم نجد نبياً غير هارون عليه السلام وأعلم بأن هارون أكبر من موسى ولكن موسى توفى قبل هارون 
ولذلك قال تعالى:
{مِن بَعْدِ مُوسَىٰ}
وهل يخلف موسى غير هارون؟!
ولكنه قد أصبح كبيراً في السن بعد أن انتهت الأربعين السنة التي حرّم الله عليهم الدخول إلى الأرض المُقدسة قبل أن تنقضي يتيهون في الأرض كالبدو الرُحّل يتتبعون الماء والمرعى ولا يدخلون الأرض المُباركة التي كتب الله لهم لو أعدوا جيوش الأرض كُلّها ما كان لهم أن ينتصروا حتى تنقضي الأربعون السنة، حتى إذا جاء القدر لدخولهم المسجد الأقصى قاد الجيش طالوت عليه السلام وقُتل وأستلم القيادة منهُ نبي الله داوود، وقتل داوود جالوت وأتاهُ الله المُلك من بعد طالوت..
وأما الرُجل الذي تسمونه الخضر إنهُ عبد من عباد الله الصالحين كما أخبركم الله بذلك في القُرآن 
في قوله تعالى:
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
صدق الله العظيم [الكهف]
والحكمة من ذلك حتى يعلم موسى وجميع المُسلمين بأنهم لا ينبغي لهم أن يُقسّمون رحمة ربهم فيحصرون العلم على الأنبياء والمُرسلين، ويُريدُ الله أن يعلّم موسى وجميع المُسلمين بأنهُ يوجد هُناك من عباد الله الصالحين من هو أعلم من الذي كلمهُ الله تكليماً، وكان يظن موسى بأنهُ أعلم الناس نظراً لأن الله كرّمه وكلّمهُ تكليماً، وأرد موسى أن يتلقى المزيد من العلم من هذا الرجُل الصالح. 
وقال الله تعالى:
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)} 
صدق الله العظيم [الكهف]
وقال الرجُل الصالح لكليم الله موسى إنك لن تستطيع معي صبراً فقد حكم على موسى قبل بدئ الرحلة أنه لن يستطيع معهُ صبراً.! 
ولكن موسى قال:
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)} 
صدق الله العظيم [الكهف]
فهل وجدتم موسى صبر حتى في واحدة؟!
بل تحقق ما حكم به الرجل الصالح:
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
صدق الله العظيم [الكهف]
ولذلك لم نجد موسى صبر حتى على واحدة من الأمور التي شاهدها.!
فذلك الجواب الحق على سؤالك يا بن عُمر المُكرم،
ولسوف أزيدك علماً عن الرجُلان من أتباع موسى من الذي أنعم الله عليهما والذي جاء ذكرهم 
في قوله تعالى:
{قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23)} 
صدق الله العظيم [المائدة]
وذلك الرجُلان إنهم نبي الله هارون و مؤمن آلِ فرعون
الذي قال الله عنهُ:
{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)} 
صدق الله العظيم [غافر]
وقد علمنا بأن الله وقاه سيئات ما مكروا به آل فرعون وأبقاه مع موسى وحاق بآل فرعون سوء العذاب..
وقُضي الأمر الذي فيه تستفتي يا من صدّقني وكان عند الله صديقاً وجزاك الله عني بخير الجزاء بخير ما جازى به عباده المُكرمون..
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أخوكم الإمام ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخميس، 28 يونيو 2007

22 لسنة 2007 : بيان عدد الأنبياء والرُسل الذين ورد ذكرهم في القرآن


الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 06 - 1428 هـ
28 - 06 - 2007 مـ
34 : 02  AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان عدد الأنبياء والرُسل 
الذين ورد ذكرهم في القرآن..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين،
ثم أما بعد..
يا معشر عُلماء الأمة لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسلين من أولهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القُرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكون منها القُرآن العظيم ثمانية وعشرين نبياً ورسولاً وهم:
1_ نبي الله آدم عليه الصلاة والسلام. 
وقال الله تعالى: 
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ}
صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].
2 _ نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام.
3 _ نبي الله إلياس عليه الصلاة والسلام.
4 _ نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام.
5 _ نبي الله اليسع عليه الصلاة والسلام.
6 _ نبي الله هود عليه الصلاة والسلام.
7 _ نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام.
8 _ نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام.
9 _ نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
10 _ نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام.
11 _ نبي الله اسماعيل عليه الصلاة والسلام.
12 _ نبي الله إسحاق عليه الصلاة والسلام.
13 _ نبي الله شُعيب عليه الصلاة والسلام.
14 _ نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام.
15 _ نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام.
16 _ نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام.
17 _ نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام.
18 _ نبي الله هارون عليه الصلاة والسلام.
19 _ نبي الله لُقمان عليه الصلاة والسلام.
20 _ نبي الله عُزير عليه الصلاة والسلام.
21 _ نبي الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام.
22 _ نبي الله داوود عليه الصلاة والسلام.
23 _ نبي الله سُليمان عليه الصلاة والسلام
24 _ نبي الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام.
25 _ نبي الله زكريا عليه الصلاة والسلام.
26 _ نبي الله يحيا عليه الصلاة والسلام.
27 _ نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام.
28 _ خاتم الأنبياء والمُرسلين رسول الله إلى الإنس والجن أجمعين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولا ينبغي أن يكون عدد الرُسل والأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم أن يتجاوز عددهم لعدد الأحرف المُكون منها جميع هذا القرآن العظيم، ويتكون القرآن العظيم من ثمانية وعشرين حرفاً وذلك لأنه قرآن عربي مُبين، واللغة العربية تتكون من ثمانية وعشرين حرفاً ينطق بها اللسان العربي المُبين.
وإليكم السور ذات الأحرف التي أقسم الله بها من باب التكريم وليس تكريماً للحرف بل قسم لحرف ينتمي لاسم نبي أو رسول، ولذلك يرمز له الله في القسم بأحد حروف اسم النبي المُقسم باسمه، ولم يكن هناك شرط بأن يكون الحرف الأول من الاسم بل بأحد حروف الاسم الأول ولكنه لا يتجاوز الاسم الأول إلى الأب بل أحد حروف الاسم الأول للنبي المُقسم به
على سبيل المثال:
{كهيعص (1)} 
صدق الله العظيم [مريم] 
فأما الحرف (ك) فنجده رمزا لاسم نبي الله زكريا.
وأما (هـ) فنجده رمزا لنبي الله هارون بن عمران أخو مريم.
وأما الحرف (ي) فنجده رمزا لاسم يحيا.
وأما (ع) فرمزا لاسم عيسى بن مريم.
وأما الحرف (ص) فرمز الصديقة مريم،
ولم يأخذ رمزها من الاسم لأنها ليست نبية بل صدّيقة لذلك أخذ الرمز من اسم الصفة. 
وقال الله تعالى:
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}
صدق الله العظيم [المائدة:75]
وهذه السور ذات الأحرف التي يكمن فيها أسرار الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه السلام، ومن ثم علّم آدم بها الملائكة، ومن ثم عَلِمَتْ ملائكة الرحمن بجميع أسماء خلفاء الله أجمعين، ولذلك قالو لزكريا إن الله يُبشرك بغلام اسمه يحيا،
وكذلك قولهم لمريم
{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}. 
صدق الله العظيم [ال عمران:45]
وجميع هذه الرموز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والرسل والصالحين:
1) الم ــ البقرة. 
2) الم ــ آل عمران. 
3) المص ــ الأعراف. 
4) الر ــ يونس.
5) الر ــ هود.
6) الرــ يوسف.
7) المر ــ الرعد.
8) الر ــ إبراهيم.
9) المر ــ الحجر.
10) كهيعص ــ مريم. 
11) طه ــ طه.
12) طسم ــ الشعراء. 
13) طس ــ النمل.
14) طسم ــ القصص. 
15) الم ــ العنكبوت.
16) الم ــ الروم.
17) الم ــ لقمان.
18) الم ــ السجدة.
19) يس ــ يس.
20) ص ــ ص.
21) حم ــ غافر. 
22) حم ــ فصلت. 
23) حم عسق ــ الشورى.
24) حم ــ الزخرف.
25) حم ــ الدخان.
26) حم ــ الجاثية.
27) حم ــ الأحقاف. 
28) ق ــ ق.
29) ن ــ ن.
فأما الثمانية والعشرون سورة فهي تخص أحرفها لجميع الأنبياء والمرسلين والذين ذكرهم القرآن بالاسم بلفظ القرآن العظيم، وجميعهم أعطاهم الله علماً من الكتاب، ولا أظنكم يا معشر المُسلمين تنتظرون نبياً ولا رسولاً فقد علمتم بثمانية وعشرين نبياً ورسولاً قد مضوا وكان خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنها بقيت سورة واحدة ولا غير بل هي آخر سورة وضعت في القرآن من اللاتي يحملن الأحرف السرية أولهم (الم) في سورة البقرة وآخرهم (ن)،
ويا معشر المُسلمين ما ظنكم بهذا الحرف الزائد على الثمانية والعشرين نبياً ورسولاً والذي ذكر الله أسماءهم بنص القرآن الصريح؟ 
ومنهم من يوجد له اسمان مذكوران في القرآن، فعلى سبيل المثال محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذلك أحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك رسول الله إلياس - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم تجدون له اسماً آخر في القرآن وهو ذو الكفل، ولماذا يُسمى ذي الكُفل؟
وذلك لأنه تكفل بتربية أخويه إدريس واليسع بعد أن صارا يتيمي الأبوين، وكذلك هما أبوي إلياس وأولئك هم الأسباط الثلاثة المذكورين في القرآن ولم يكونوا هوداً أو نصارى، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولا علم لي إلا ما علمني ربي بوحي التفهيم وليس بالتكليم، وإذا لم يكن لوحي التفهيم سلطاناً بيّن في القرآن العظيم فأحذركم من ذلك فليس وحي من الرحمن بل وسوسة شيطان رجيم الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون 
تصديقاً لقوله تعالى:
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}
صدق الله العظيم [البقرة]
ولأنه من أمر الشيطان الرجيم قول العالم بما لا يعلم علم اليقين من أجل ذلك حُرم على المسلمين
تصديقا لقول الله تعالى
{قلْ إنّما حَرّمَ ربي الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأنْ تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأنْ تقولوا على الله ما لا تعلمون} 
صدق الله العظيم
فكيف تؤولون القرآن بالظن يا معشر المُسلمين وأنتم تعلمون بأن الظن لا يغني من الحق شيئاً؟
وأن قول المُفتي بما لا يعلم من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، فهل تزعمون بأن الاجتهاد هو أن تقول على الله ما لا تعلم؟
فتعالوا لأعلمكم ما هو الاجتهاد؟
وهو أن تتمنى اتباع الحق ثم تكون باحثاً عن الحقيقة،
وهنا يأتي علم الله وهُداه. 
تصديقاً لقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
صدق الله العظيم [العنكبوت:69]
فهل تعلمون بأن جميع الأنبياء والمُرسلين جميعهم كانوا باحثين عن الحقيقة الحق فهداهم الله إليه فاصطفاهم وعلمهم؟
 فانظروا إلى خليل الله إبراهيم بحث عن الحقيقة بعد عدم اقتناعه بعبادة الأصنام، فنظر إلى ملكوت السماء بنظرة الـتأمل فاختار كوكباً وقال: هذا ربي فهو اسمى وأرفع من هذه الأصنام التي يصنعها البشر بأيديهم، فلما أفل قال لا أحب الأفلين، ومن ثم رأى القمر بازغاً قال: هذا ربي، ومن ثم تراجع لأنه لم يقتنع في ذاته، ومن ثم رأى الشمس بنظرة التأمل وهو يراها يومياً وإنما بنظرة التدبر والتأمل فقال: هذا ربي هذا أكبر ومن ثم لم يقتنع وصار عنده ألم نفسي يريد أن يعبد الحق وقال: إني سقيم. أي متألم نفسياً لأنه يخاف أن يعبد شيئاً لا يستحق العبادة وهو باطل. 
وقال الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)}
صدق الله العظيم [الأنعام]
وهُنا قرر إبراهيم بأن لا يسجد للشمس ولا للقمر بل يسجد لله الذي خلقهم وهو على ذلك من الشاهدين، ومن ثم اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وجعله نبياً ورسولاً ولكن بعد أن تحقق أمنية إبراهيم في وصوله إلى الحقيقة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}
[البقرة:260]
ومن ثم حكّم الله آياته لإبراهيم فضرب له مثلا لقدرته وأمره أن يذبح أربعة من الطيور فيجعل على كُل جبل منهن جزءً، وأمر الله إبراهيم أن يُناديهن فإذا هنّ يأتينه سعياً بإذن الله، ويبدو بأنها من الطيور التي لا تطير كأمثال الدجاج وغيرها من الطيور التي يستطيع الإنسان الإمساك بها لأنها تدأب على الأرض ولا تطير بالسماء لذلك قال يأتينك سعياً.
وكذلك نجد رسول الله موسى بعد أن كان مُجتهداً باحثاً عن الحقيقة في أحد المذاهب التابعة للبينات التي أنزلها الله على يوسف وكان ينتمي لأحد المذاهب فلما استنجد بموسى واحد من أحد عُلماء مذهبه وكان يتعارك مع عالم آخر في طائفة أخرى فقتله فوكزه موسى بعصاه فقتله، ومن ثم في اليوم الآخر وإذا بالرجل الذي استصرخه يستنجد به على عالم آخر ولكن هذا العالم وعظ موسى وقال له قولاً بليغاً:
{أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)}
صدق الله العظيم [القصص]
وهُنا استيقظ موسى من غفلته وقال تالله إنك لغوي مبين، وعلم أن المقتول ينتمي لآل فرعون وقد يقتلوه وخرج إلى ربه مهاجراً ليهديه وقال:
{فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
صدق الله العظيم [الشعراء]
فانظروا إلى موسى بعد أن تحققت أمنيته وهداه الله إلى سبيل الحق فجعله نبياً ورسولاً ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته شكاً وذلك عندما ألقى السحرة عصيهم وحبالهم وخُيل إلى موسى والناس الحاضرين بأنها ثعابين تعسى، فأوجس في نفسه خيفة موسى، ومن ثم أوحى الله إليه بوحي التفهيم واليقين بما أوتي وإنما جاؤوا بالباطل، 
ومن ثم قال:
{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
صدق الله العظيم [يونس]
ومن ثم ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا حكم الله لموسى آياته وبين له الحق من الباطل بعد أن ألقى الشيطان في أمنيته الشك.
وكذلك محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان باحثاً عن الحقيقة، لذلك كان يخلو بنفسه في الغار في الجبل ويتدبر ويتفكر في خلق السموات والأرض ولم يكن مُقتنعاً بعبادة الأوثان ولا يدري هل يتبع قومه أو النصارى أو اليهود وأي الأديان حق ليتبعه، 
لذلك قال الله تعالى:
{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7)}
[الضحى]
والضال هو الذي لا يعرف أي الطُرق تؤدي به إلى بر الأمان ومن ثم هداه الله إليه واصطفاه واستخلصه لنفسه وجعله خاتم الأنبياء و المرسلين، ولكنه ُ حين قال له قومه: بل اعتراك أحد آلهتنا بسوء أي مسه شيطان وأنه هو الذي يكلمه بهذا الكلام وليس ملاك، ومن ثم رد الله عليهم:
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)}
صدق الله العظيم [الشعراء]
ولكن محمد رسول الله كاد أن يدخل في عقله ما يقوله قومه، بل شك في قلبه و أوجس في نفسه خيفة بأنه قد يكون ما يقوله قومه حق، ومن ثم جاء قوله تعالى:
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}
صدق الله العظيم [يونس]
ولكن الله لم يلجئ نبيه ليسأل اليهود أو النصارى هل ما أنزل عليه حق من عند الله بل حكم الله آياته لنبيه بدعوة من الثرى إلى سدرة المُنتهى ورأى من آيات ربه الكُبرى فأصبح من الموقنين..
إذاً يا معشر المُسلمين، إن جميع الأنبياء كانوا مُجتهدين باحثين عن الحقيقة مُتمنين اتباعها حتى إذا تحققت أمنيتهم ألقى الشيطان في أنفسهم الشك في أمرهم، ومن ثم يحكم الله آياته لهم فيوضحها لهم ليكونوا من الموقنين، ولقد شك جميع الأنبياء والرُسل في أمرهم ثم يحكم الله لهم آياته فيوضحها لهم حتى تطمئن قلوبهم أنهم على الحق. 
وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54)} 
صدق الله العظيم [الحج] 
إذاً يا معشر المُسلمين هذا هو الاجتهاد أن تكون باحثاً عن الحقيقة حتى تجدها بعلم وسُلطان مُبين ومن ثم تدعو الناس على علم وبصيرة، ولكني يا معشر عُلماء الأمة أراكم تفتون الناس بتأويل القرآن وأنتم لا تزالون مُجتهدين وتقولون لكل مُجتهد نصيب فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فلهُ أجران، وذلك من الروايات اليهودية التي ما أنزل الله بها من سُلطان، وليس الحديث الحق أن تفتي ثم تقول: والله أعلم قد يكون هذا صح وقد يكون خطأ فأنا مُجتهد!! 
بل الحديث :
[من قال لا أعلم فقد أفتى]
بمعنى أنه حصل على أجر المُفتي إذا كان يهمه الأجر، أما إذا كان يريد أن يقول الناس له أنه عالم لا يُسأل عن مسألة إلا وأفتى بها، فهنا سوف يكون أول من يُلقى في النار من المُسلمين واحتمل وزره ووزر الذين أضلهم بغير علم ولا بصيرة.
وها أنا ذا اليماني المُنتظر والذي هو نفسه المهدي المُنتظر أُعلن التحدي من موقع البشرى وأشهد جميع الصالحين من عالم من نار أو عالم من نور أو عالم من صلصال كالفخار وكُل ما يدأب أو يطير من البعوضة وما فوقها بأني أتحدى جميع عُلماء الديانات السماوية من اليهودية والنصرانية والإسلامية تحدياً عظيماً وليس تحدي الغرور بل الثقة من التأويل الحق لهذا القرآن العظيم الذي يشمل جميع الرسالات السماوية التي أنزلها الله على جميع الأنبياء المُرسلين 
تصديقا لقوله تعالى:
{هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي}
صدق الله العظيم [الأنبياء:24]
فإن غلبتموني يا معشر علماء الأمة بعلم وسُلطان فقد كفيتم الناس شري حتى لا أضلهم عن الحق، وإن غلبتكم بالعلم والسُلطان بالتأويل الحق من القرآن فقد كفيت المسلمين شر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بظن الاجتهاد أو القياس، وحُرم ذلك على عُلماء المُسلمين تأويل كلام الله بظن الاجتهاد والقياس الذي ما أنزل الله به من سُلطان إلا في حالة واحدة إذا أردت أن تعرف المعنى اللغوي لكلمة في القُرآن فتنظرها في موضع آخر واضحة وبينة ومن ثم تعلم المعنى اللغوي لهذه الكلمة كقوله:
{أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا (6)}
[البلد]
وحتى تعرف معناها اللغوي تعود لقوله تعالى:
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}
[الجن:19]
فهنا تفهم بأن معنى لبداً أي جميعاً، وذلك لأن المشركين كادوا أن ينقضوا على محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين قام يدعو ربه عند المشعر الحرام فكادوا أن يكونوا عليه لبداً أي جميعاً، إذا المعنى لقوله
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً}
 أي أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش قريش ضد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 
لذلك قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}
صدق الله العظيم [الأنفال:36]
ويُسمح بالقياس للفهم اللغوي وليس الحُكم في مسألة ما فهذا موضوع وذلك موضوع آخر، فكيف تستنبط منه حُكما وكُل آية في موضوع آخر؟
فهذا غير صحيح ألا تروني أستنبط لكم آيات قرآنية في نفس وقلب الموضوع فأفسر القرآن بالقرآن فلا أنطق بحرف من رأسي بل بالتأويل الحق لهذا القرآن العظيم يدركه أولوا الألباب الذين لم يكونوا إمعات إن أحسنوا الناس أحسنوا بعدهم وإن أساء الناس أساؤوا بعدهم، بل سيدركه أهل اللب والفكر والعقل والمنطق لا يقتنعون إلا بما اقتنعت به عقولهم وليس بما اقتنعت به عقول الناس، بل يستمعون القول بتدبر وتمعن وتفكر ومن ثم يتخذون القرار الحق بالعقل والمنطق فيتبعون أحسنه.
فما بالكم يا معشر عُلماء الأمة تقولون بأن معنى قوله:
{يَا أُخْتَ هَارُونَ}
صدق الله العظيم [مريم:28]،
بأنه يقصد هارون أخو موسى؟
فأين مريم من موسى وبينهما مئات السنين حتى جعلتم للذين يُجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق جعلتم لهم عليكم سُلطاناً، فأنظروا إلى ما يقولون: كيف يخطأ القرآن بنسب مريم عليها السلام لهارون وبينهما مئات السنين؟
ومن ثم نرد عليهم ونثبت بأنهُ نبي وقد مات من قبل ميلاد مريم ابنة عمران فأصبحت يتيمة الأبوين والأخ وكفلها زكريا بن يعقوب أخو عمران بن يعقوب، فما خطبكم يا معشر الذين لا يعلمون لا تجدون اسما في القرآن إلا وزعمتم أنه يقصد به اسم نبيه هارون وبين ذلك الاسم و مريم مئات السنين إن لم تكن آلاف؟ 
وكذلك ظنكم في قوله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَاسماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}
صدق الله العظيم [النساء:163]
فكيف تظنون بأنهُ يقصد هارون أخو موسى فإذا ذكر موسى فهو يذكر هارون لأن رسالتهم واحدة فقد أنزلت على موسى.
وقال الله تعالى: 
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:48]
وهنا تعلمون بأنه يقصد هارون أخو موسى، وأما في هذه الآية التالية في قوله تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَاسماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}
صدق الله العظيم [النساء:163]
فإنه يقصد هارون بن عمران أخو مريم، وقبل تحريف الكُتب المُقدسة لم يكن على هارون غبار وأنه نبي كريم ولا يحتاج إلى تعريف لذلك اكتفوا بذكر
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)}
صدق الله العظيم [مريم]،
فقد بيّنا لكم كذلك إثبات نبوة هارون حتى في الأحرف السرية في أوائل سورة مريم
{كهيعص (1)}،
ولا تزال لدينا أدلة وبراهين على إثبات نبوة هارون بن عمران بن يعقوب للمُمترين من الذين يُجادلون بغير علم ولا هُدى ولا كتاب مُنير، بل العجيب كُل العجب بأن بعض العُلماء يقول: 
"موسى بن عمران"
ظناً منهُ حين قال يا أخت هارون وبما أن هارون أخو موسى إذا موسى بن عمران، وهم من الذين يُجادلون بما لا يعلمون.
وكذلك لدينا البراهين الكافية على نبوة عزير، وكذلك عُزير حدث له ما حدث لجميع الأنبياء وهو أن الشيطان ألقى في أمنيته شك حين مرَّ على القرية الخاوية على عروشها فقال في نفسه ما جاء 
في قوله تعالى:
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ اعلم أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
صدق الله العظيم [البقرة:259]
وهُنا بين الله لعُزير آياته وحكمها بعد أن ألقى الشيطان في أمنيته شك، وهذا يحدث لجميع الأنبياء والرسل ومن ثم بعث الله إليه جبريل ليسأله كم لبثت؟
 ومن ثم علّمه كم لبث وبين له قُدرة الله، إذاً عُزير كان نبياً ولكنه ليس ولد الله كما يزعم اليهود وهم يعلمون بأنه ليس ولد الله بل يريد أن يعاندوهم النصارى فيقولون بل المسيح ابن الله، وذلك قولهم بأفواههم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
ولا تزال لدينا البراهين على إثبات نبوة الثمانية والعشرين، فهل من مُمتر مجادل فليتفضل للحوار مشكوراً..؟
أخو المُسلمين في الله المهدي المنتظر
الإمام (ن) ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 26 يونيو 2007

21 لسنة 2007 : فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهر..


الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 06 - 1428 هـ
26 - 06 - 2007 مـ
00 : 03  AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهر..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، ثم أما بعد..
قال الله تعالى:
{فَلَا تُمَارِ‌ فِيهِمْ إِلَّا مِرَ‌اءً ظَاهِرً‌ا}
صدق الله العظيم [الكهف:22]
وعليكم أن تكتفوا بما قد وضحت لكم عن شأنهم وأثبتنا بأنهم الرُسل الثلاثة وسوف يعرّفوكم بأسمائهم، فقد جعلهم الله وزرائي وأعلم بأن ذي الكفل بأنه هو نفسه رسول الله إلياس وإنما يُسمى ذي الكفل لأنه تكفل بأخوية إدريس واليسع بعد موت أبيهم، ولا أريد أن أدخل في حوار الآن تفصيلي عن الأنبياء والرسل وأبيّن أسرار لم يحن وقتها، ولكن من كان يرى بأن أصحاب الكهف ليسوا الثلاثة الرسل المذكورين إلى القرية المجهولة فليتقدم للحوار مشكوراً.
وأما أسماء أصحاب الكهف فإنها مذكورة في القرآن بالاسم يا ابن عمر المُكرم، وأعلم بثمانية وعشرين نبياً ورسولاً مذكورين في القرآن بالاسم يا ابن عمر الولي الحميم، وأعلمُ ما لا تعلمون في القرآن العظيم.
الإمام ناصر محمد اليماني..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 25 يونيو 2007

20 لسنة 2007 : سرّ الأحرف في القُرآن العظيم


الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 06 - 1428 هـ
25 - 06 - 2007 مـ
36 : 12 AM
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المهدي المُنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر وخاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى جميع المُسلمين المؤمنين بهذا القُرآن العظيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى مسك ختامهم النبي الأمي رسول الله إلى الناس أجمعين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والسلام على من اتّبع الهادي إلى
الصراط ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ المُستقيم،
ثم أما بعد..
يا معشر عُلماء الأمة قد جعل الله القُرآن العظيم حُجتي عليكم في بُرهان الإمامة أوحُجتكم عليّ إذا لم أستطيع أن أقدم لكم من القرآن بُرهان العلم والسُلطان لقوم يعلمون، ولن يدرك حقيقة البيان المُستهزؤون ولا المُتكبرون بل الذين يتدبرون البيان بالعقل والمنطق بتركيز تام بالفكر وبالبصيرة، فسوف يدركون هل ينطق اليماني بالحق أم كان من اللاعبين أو من الذين يقولون على الله بالظن ما لا يعلمون؟
والظن لا يغني من الحق شيئاً، فلا أكلمكم بالتأويل عن اجتهاد مني ثم أقول والله أعلم مُحتمل الصح والخطأ، ولا بالقياس بل في نفس وقلب الموضوع، وتعلمون في القُرآن العظيم بخمسة وعشرين نبياً ورسولاً، ويعلم المهدي المُنتظر بثمانية وعشرون نبياً ورسولاً، وقد يود أحد منكم أن يُقاطعني قائلاً: "من أين جئت لنا بثلاثة ونحن نعلم بأنهم ليس إلا خمسة وعشرون نبياً ورسولاً؟ ".
فأجيبه على الفور إنهم رُسل الله الثلاثة في القصة المجهولة في القُرآن العظيم والذي أرسلهم الله إلى إحدى القُرى فجعل الله في قصتهم غموضاً فلم يُبين لكم في نفس القصة ما أسماء الرُسل أصحاب القرية ومن هم قومهم، بل جعلها الله قصة مجهولة كما تعلمون. 
وقال الله تعالى:
{إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ (14)}
صدق الله العظيم [يس]
وقد بينا في خطاب سبق هذا ، بأنهم هم أنفسهم أصحاب القصة المجهولة في سورة الكهف، وأذكركم بهذا الخطاب السابق ومن ثم نزيده تفصيلاً وأكثر علماًً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع المُسلمين في العالمين والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورُسله إلى العالمين من أولهم إلى خاتم مسكهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أما بعد..
وتاالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتتبعوني بغير علم ولا هُدى ولا كتاب مُنير، وبيني وبينكم والناس أجمعين هو القُرآن العظيم فمن أيّده الله بسُلطانه فهو الغالب بالحق في القضايا التي بدأتكم في الحوار فيها، فأما أصحاب الكهف فعددهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، ويامعشر المُسلمين ألم تجدون قصة في القُرآن جعل الله أصحاب هذه القصة مجهولين برغم أن القُرآن إذا تلى القصص يُفصّلها تفصيلاً، ومن ثم يذكُر اسم النبي المُرسل إليهم وقريتهم، ولكننا نجد في القُرآن قصة لقرية مجهولة الموقع والاسم وقومها الساكنين فيها، بل قال أصحاب القرية إذ جاءها المُرسلون والتي أرسل الله إليها اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث. وقال الله تعالى:
{وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ (13) إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ (19)}
صدق الله العظيم [يس]
وهُنا يبتدئ المُتدبر للقُرآن لماذا هذه القصة جعلها الله غامضة بالنسبة لأصحاب هذه القرية؟ فمن هم قومها؟ وما أسماء المُرسلين الذين أرسلوا إليها؟
فلا بُدّ أن يكون في هذه القصة سرٌ غير عادي من أسرار القُرآن العظيم والتي لا تزال غامضة على عُلماء الدين والمُسلمين، وأنتم تعلمون بأن هُناك قصة لأصحاب الكهف غامضة فلا بُد أن تكون لها علاقة بهذه القصة لأصحاب القرية التي قصّها القُرآن علينا بدون ذكر قوم من أصحاب هذه القرية وما أسماء هؤلاء الرُسل الثلاثة الذين أُرسلوا إليها، فلماذا هذا الغموض برغم أنها قصة والقصص واضحة في القرآن كمثل أحسن القصص قصة يوسف والتي كانت قصة من البداية إلى النهاية، وكذالك جميع قصص القرآن إلا هذه القرية والتي ابتعث الله إليها اثنين فكذّبوهما فعززنا بثالث. 
ومن ثم تقومون بالمُقارنة أولا في نوع التهديد والوعيد الذي خوّف أصحاب هذه القرية رُسلهم إن لم ينتهوا عن دعوتهم ويعودوا في ملتهم بأنهم سوف يرجمونهم ويمسّكم منّا عذاب عظيم أو يعودوا في ملتهم تاركين دعوتهم:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ (19)} 
صدق الله العظيم
ومن ثم تنتقلوا إلى قصة أصحاب الكهف تجدون بأنهم تلقوا نفس هذا التهديد والوعيد:
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}
صدق الله العظيم [الكهف:20]
ومن بعد ذلك تقومون بمقارنة بين العدد الرقمي للرسُل إلى هذه القرية والذي جعله الله واضحاً وجلياً. 
وقال الله تعالى:
{أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ}
صدق الله العظيم [يس:14]
ومن ثم تنتقلوا إلى العدد الرقمي لأصحاب الكهف والذي جعله الله أيضاً واضحاً وجلياً لأهل التدبر والفكر بأنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم. 
وقال الله تعالى:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}
صدق الله العظيم [الكهف:22]
رجماً بالغيب..
لذلك قال الله تعالى:
 {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}،
ولم يَصِفْ الله هذا القول بأنه رُجمٌ بالغيب، بل الأقوال التي قد قيلت من خمسة إلى سبعة وثامنهم كلبهم فهذه الأقوال رُجم بالغيب من غير علم ولا سُلطان بل بالظن والظن لا يغني من الحق شيئاً،
ولذالك قال تعالى:
{وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ}،
فهذه أقوال قد قيلت لذلك قال تعالى :
 {وَيَقُولُونَ}
بمعنى أنه قد قيل، إذاً هذه الأقوال قد قيلت فأصبحت فعل ماضٍ يا أصحاب اللُغة العربية أما القول الحق هو القول الأول والذي لم يقله أحد، ولا يزال في علم الغيب حتى يقوله المهدي المنتظر وأوليائه لذلك لم يقل الله: يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم بل قال: 
{سَيَقُولُونَ}
بمعنى أن هذا القول لم يُقال بعد لذلك قال الله تعالى:
 {سَيَقُولُونَ}
بمعنى أن هذا القول لا يزال في علم الغيب ولم يُقال بعد، وها هو قد جاء القول الحق وقيل فهل أنتم مؤمنون؟
ولو تدّبرتم قوله تعالى :
 {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}
بمعنى أن القول الحق هو أقل الأرقام ثلاثة ورابعهم كلبهم، ولا ينبغي أن يكون الرقم أقل من ذلك ، وذلك لأنكم إذا نظرتم في قول المخاطب من أصحاب الكهف في التخاطب فيما بينهم تجدونه لا يُخاطب واحداً بل اثنين،
لذلك قال:
{فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِ‌قِكُمْ هَـٰذِهِ}
 [الكهف:19].
فهل تبين لكم بأني حقاً أعلم الناس بعددهم والمُفتي في أمرهم؟ فهل أنتم مُصدقون؟ 
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا..
وهم نفس الثلاثة الرُسل إلى القرية المجهولة في القصة المجهولة الأخرى، وقد يُقاطعني أحدكم فيقول: "إنهم فتية آمنوا بربهم ولم يذكر بأنهم رُسل".
ومن ثم نقول له: لا بُد للفتية من داعٍ إلى الحق حتى اتبعوه وذلك هو الرسول الأول فصدقه أخوية الفتية الذين كان قد تكفل برعايتهم ذي الكُفل من بعد موت أبيهم وربّاهم تربية حسنة ولذالك يُكنى ذي الكُفل وليس ذالك اسمه، ومثلهم ومثل ذي الكفل كمثل موسى وهارون إلا إن هارون أكبر من موسى وقد تنزلت الرسالة على موسى وجعل الله معه أخاه هارون وزيراً فأرسلهم إلى فرعون. 
وقال الله تعالى:
{فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَ‌سُولَا رَ‌بِّكَ}
صدق الله العظيم [طه:47]
وأما الرسالة فتنزلت على موسى عليه الصلاة والسلام، وكذلك الفتية تنزلت الرسالة على أخيهم الأكبر فآمن الفتية بأمره، ومن ثم زادهم الله هُدًى فجعلهم أنبياء مع أخيهم إلى قريتهم، ألا أنهم هم الأسباط ولم يكونوا هوداً أو نصارى بل أسباط ياسين عليه السلام، ألا أنهم هم الثلاثة المُرسلين ومنهم إلياس بن ياسين، وأرجو من الله المغفرة بأني قُلت في خطاب سابق قولاً بالظن في اسم الرسول الذي آمن به أصحاب الكهف فقلت أنه إدريس وهو لم يكن اسمه إدريس بل اسمه إلياس بن ياسين وإدريس واليسع إخوته وجميعهم على أبٍ يُدعى ياسين، فلا تجعلوا ذلك حُجة على ناصر اليماني كيف أنه يقول في خطاب سابق أن الرسالة نزلت على إدريس والآن يقول بل نزلت على إلياس فأجيبه فوراً فأقول: إن ذلك كان بسبب استعجالي بتأويل اسم الرسول لأصحاب الكهف فقلته بالظن وهذا هو القول الوحيد الذي قلته بالظن دون أن أعلم علم اليقين بأنه حقاً إدريس من تلقى الرسالة، وكان من المفروض أن أنتظر لوحي التفهيم من ربي حتى يزيدني علماً بالبيان ما اسم الرسول الذي تلقى الرسالة هل هو إدريس أم إلياس. 
وقال الله تعالى:
{وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْ‌آنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّ‌بِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
صدق الله العظيم [طه]
وذلك لم يكن عتاباً لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي أنزل الله عليه القُرآن بل عتاب للذي آتاه الله البيان ناصر محمد اليماني فقد استعجلت في التأويل في ذلك قبل أن يعلّمني ربي بذلك بالسلطان والبرهان من القرآن، ولن أقول بالظن من بعد ذلك أبداً، ولم يكن خطأي كبيراً وإنما جعلت أكبر الفتية إدريس ولم يكن أكبرهم بل أكبرهم إلياس بن ياسين عليهما الصلاة والسلام، وهو من تلقى الرسالة وأما أخاه إدريس فهو صدِّيقاً نبياً لأنه صدّق أخاه إلياس بالرسالة، فقد زادني الله علماً في أسماء أصحاب الكهف وأي الرسول منهم الذي تلقى الرسالة من ربه، وذلك لأنه لا يُمكن أن يأتوا بثلاثة كُتب بل جاءوا بكتاب واحد وهو الكتاب الذي نزل على رسول الله إلياس. 
ولذالك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُ‌ونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّـهَ رَ‌بَّكُمْ وَرَ‌بَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِين (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُ‌ونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَ‌كْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِ‌ينَ (129) سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131)}
صدق الله العظيم [الصافات]
ألا أنهم هم الثلاثة الرسل الأسباط أي أسباط ياسين، وجميعهم أرسلهم الله إلى قرية واحدة وهي قريتهم ولم يؤتيهم الله إلا كتاباً واحداً وهو الكتاب المُنزل علي رسول الله إلياس، والثلاثة الرُسل يدعون إلى ما جاء في كتاب رسول الله إلياس.
ولذالك قال الله تعالى:
{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّ‌بِّهِمْ لَا نُفَرِّ‌قُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)}
صدق الله العظيم [البقرة]
ألا أنهم هم أسباط ياسين ولم يكونوا أسباط يعقوب ولم يكن من ذرية يعقوب غير رسول الله يوسف، ولكن الله قال الأسباط جمع وليس مفرده السبط يوسف عليه الصلاة والسلام، ثم بيّن الله في آية أخرى بأن الأسباط لم يكونوا هوداً أو نصارى.
وقال تعالى:
{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ}
صدق الله العظيم [البقرة:140]
ونعلم بأن بني إسرائيل ينقسمون إلى اثني عشر قبيلة من ذرية الأسباط الاثني عشر، ولم يكن نبي الله يعقوب منهم بل هو قبلهم وهم من ذُريته، ويعقوب من ذرية إبرهيم عليه الصلاة والسلام، واليهود والنصارى من ذرية الاثني عشر الأسباط. إذاً يعقوب لم يكن يهودياً ولا نصرانياً، وكذلك خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكذالك الأسباط الثلاثة الأخوة الرُسل لم يكونوا من اليهود أو النصارى بل هم من ذرية ياسين أبا الثلاثة الأسباط، ولم يكن لهم علم بهم ولا بإبراهيم، بل كان لهم علم بمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مكتوباً عندهم في التوراة والأنجيل فهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم.
ولذلك قال الله تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَ‌اهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَ‌اةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَ‌اهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَ‌انِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ (67)}
صدق الله العظيم [آل عمران]
ويا معشر عُلماء الأمة تيقظوا لبيان الأحرف التي جاءت في أوائل تسع وعشرون سورة في القُرآن العظيم، فما ظنكم بأن تكون تلك الأحرف وإنها ليست كلمات بل أحرف على حدة رموزاً لأسماء المُقسم بهم وهم ثمانية وعشرون نبياً ورسولاً والإمام (ن) هو التاسع والعشرون، ولكن الرمز لم يكن شرطاً أن يكون أول حرف من الاسم المُقسم به بل أي حرف من اسمه سواء الحرف الأول من الاسم المُقسم به أو ما بعد الحرف الأول من حروف الاسم الأخرى، ولكنها لا تتجاوز عن الاسم الأول، فانظروا إلى الأحرف التي جاءت في أول سورة مريم فذلك أنبياء آل عمران بالترتيب الأول فالأول
{كهيعص (1)}:
فأما الرمز ( ك ) 
فأنه يرمز لاسم نبي الله زكريا عليه السلام. 
وأما الرمز ( هـ )
فإنه يرمز لاسم نبي الله هارون أخو مريم عليه السلام.
وأما الرمز ( ي ) 
فإنهُ يرمز لاسم يحيى عليه الصلاة والسلام. 
وأما الرمز ( ع ) 
فإنه يرمز لاسم عيسى عليه الصلاة والسلام.
وأما الرمز ( ص )
فذلك رمز مُستنبط من اسم الصفة ( الصدّيقة )
مريم عليها السلام، ولم يؤخذ الرمز من اسمها لأنها ليست نبيّة بل صدّيقة صدقت بكلمات ربها. 
تصديقاً لقوله تعالى:
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْ‌يَمَ إِلَّا رَ‌سُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّ‌سُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}
صدق الله العظيم [المائدة:75]
وأما الرمز الأخير في القُرآن العظيم في سورة القلم ( ن )
إنهُ ( ن ) ناصر محمد اليماني لوكنتم تعلمون،
ولم يجعلني الله نبياً ولا رسولاً بل الإمام الشامل لكم ولأنبيائكم إلا من كفر بأن الله جعلني إماماً لابن مريم عليه الصلاة والسلام وقال لا ينبغي لك أن تكون إماماً لنبي ورسولٍ وأنت لست إلا رجلاً صالحاً، وهذا إن كنت صالحاً فسوف أرد عليه بقوله تعالى الذي أقسم بأول حرف من اسم الناصر لنبيه والذي سوف يظهر أمره على العالمين على يده ويكفيه ذلك جواباً. 
وقال الله تعالى:
{ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَ‌بِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرً‌ا غَيْرَ‌ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ‌ وَيُبْصِرُ‌ونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}
صدق الله العظيم [القلم] 
وسلام الله على أهل الُلبِّ والبصيرة الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وعليكم أن تعلموا يا معشر المُسلمين بأن الفرق بين تأويلي وكثير من المُفسرين كالفرق بين الحق والباطل، فباالله عليكم انظروا إلى هذا التفسير والذي فسر به الحرف ن والقلم: 
قال: حدثني عبدالسلام بن مالك معنعنا: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله [ تعالى.ر ]: (ن): السمكة التى على ظهرها الارضين وتحت الحوت الثور وتحت الثور الصخرة وتحت الصخرة الثرى وما يعلم تحت الثرى إلا الله [تعالى.ب ] واسم السمكة ليواقن واسم الثور يهموث
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
فبالله عليكم هل هذا تأويل يقبله عقولكم وتطمئن له قلوبكم؟
فهل أصبحتم يا معشر عُلماء الأمة ساذجين إلى هذا الحد إلا من رحم ربي فتأخذون الروايات دونما تفكر فيها بالعقل ونور البصيرة هل هذا حق أم باطل؟
فإن اتقيتم الله فلا تريدون أن تقولون بالروايات عليه غير الحق فلسوف يجعل لكم فُرقاناً وذلك نورٌ وبصرُ حديدٍ في القلب فتعرفون به الحق والباطل، ثم انظرواإلى 
اسم السمكة (ليواقن)
واسم الثور (يهموث)
وأرى ذلك من أسماء المردة الشياطين، فهل ترون هذا التأويل أحق من تأويل المهدي المُنتظر؟
فسوف يعلمون نبأه بعد قليل وأي مُنقلب ينقلبون، وأن لعنة الله على الكاذبين، وسلام على المُرسلين والحمد لله رب العالمين حبيب المُصدقين المؤمنين الأولياء الصالحين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ