أرشيف بيانات النور

مدونة عبارة عن أرشيف لبيانات النور للامام المهدي ناصر محمد اليماني للبيان الحق للقران الكريم لتيسير البحث لاولي الالباب من البشر اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

الخميس، 27 نوفمبر 2008

تعقيب الإمام: حقيقة العضو الشاهد وقبيله المُستشار..


الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 11 - 1429 هـ
27 - 11 - 2008 مـ
26 : 02  AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعقيب الإمام: حقيقة العضو الشاهد وقبيله المُستشار..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله إني أعلم ما تُريد أن تصِل إليه، وهو إثبات بشرٍ آخرين غير ذُرية آدم وأن الله خلقهم ليكونوا أزواجاً لذُرية آدم، ولكني أعلم إنهن حور المسيح الكذاب وجميعهُن ثيبات ولا توجد فيهن بكراً، آباؤهن من شياطين البشر وأمُهاتُهُن من إناث الشياطين وكذلك الذكور أمُهاتُهم من إناث الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر بسبب تغيير خلق الله من أجل التمهيد للفتنة وذلك لأن المسيح الدجال سوف يستغل البعث الأول فيدّعي الربوبية ويقول إنه الله وأن لديه جنة ونار كما وعد بها عباده من قبل، فيأتي بالخبيثات ويقول: "وهؤلاء هُنّ الحور العين بشر مِثلكم خلقتُهن لذرية آدم يوم كان في الجنة وتم طمثهُن من قِبل ذُرية آدم وأنجبنَ الولدان المخلدون بشراً مثلكم ليكونوا أزواجاً لإمائي منكم".
ولكن الله قد أفتانا بمكركم أيها الشاهد؛ بل هُن الخبيثات والخبيثون لأتباع الدجال من الخبيثون والخبيثات من هذه الأمّة. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ}
صدق الله العظيم [النور:26].
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ}
وهم بشرٌ في جنة الفتنة، هم من إناث الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر منكم من الذين عبدوا الطاغوت وهم يعلمون، ويُجامعون إناث الشياطين فأنجبن منهم إناثاً وذكوراً كثيراً لتجهيز جنة الفتنة بالحور العين والولدان المُخلدون كما يزعمون، وقد أخبركم الله بشأنهم في القرآن العظيم بأن إناث الشياطين من الجنّ قد استكثروا منكم خلقاً كثيراً منكم.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ إِنَّ ربّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [الأنعام:128].
أولئك من يُريد إثباتهم الشاهد وقبيله المُستشار الذي أعجبني قوله بادئ الرأي ثم تبين لي أنه من الذين قال الله عنهم:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)} 
صدق الله العظيم [البقرة].
ويقول المُستشار: أني أفتي بغير علمٍ!
وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين أمثاله وقبيله الشاهد؛ بل هم الذين يقولون على الله غير الحقّ فيُحرِّفون الكلام عن مواضعه بالبيان الباطل كمثل قولهم:
(إن آدم وحواء أنجبوا خلقاً كثيراً وهم في الجنة)
ولكن الله يقول في القرآن غير ذلك بأنه؛ قال الله تعالى بأنها لا تزر وازرة وزر أخرى، وما ذنب أولاد آدم حتى يتم إخراجهم من الجنة وهم لم يقربوا الشجرة ولم يأكلا منها؟
وذلك لأنهم ليسوا موجودين ولا يزالون في ظهر أبينا آدم، واللذّين أكلا من الشجرة هما آدم وحواء تصديقاً للشيطان أنها شجرة الخُلد ومُلك لا يُبلى،
وقال الله تعالى:
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين}
صدق الله العظيم [الأعراف:19].
فتدبروا قول الله تعالى
{فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين}
صدق الله العظيم،
والخطاب موجَّه لاثنين بلا ذُريةٍ معهم وهم آدم وحواء،
وقال الله تعالى:
{وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ}
فانظر أنه للمثنى ولا ذرية معهم وكذلك خطاب الشيطان؛
قال تعالى:
{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:20].
وكذلك بعد أن أكلا منها؛
قال الله تعالى:
{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:22].
ونجد الخطاب موجه لاثنين وهما آدم وحواء ولا وجود لذريتهم معهم فلا يزالون في ظهر أبيهم آدم وتمّ طرد آدم وحواء إلى حيث البشر اليوم، ولم يُنجب آدم وحواء ذُريتهم إلا من حيث أنتم، بل خرج آدم وهم في صلبه.
وأما الأمر فصدر على اثنين فقط وهما آدم وحواء، وأما الذُرية البشرية فهي موجودة في صلب آدم،
وقال الله تعالى:
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126)}
صدق الله العظيم [طه].
وكما قلنا بأن الهبوط خطابه موجَّه لاثنين وهم آدم وحواء، وأما الذُرية فلا تزال في ظهر أبينا آدم ولذلك لا علم لذُريته بما حدث من إبليس؛ إنه كان سبب إخراج آدم وحواء من الجنة إلا من أخبار الكتب السماوية،
ولذلك قال الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:27].
وهذه الآية جلية وواضحة تؤكد أن أمر الخروج صدر لآدم وحواء ولا تزال الذرية في صلب آدم،
ولذلك قال الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ} 
صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

إلى المُستشار، ننتظر ونرى؛ أيُّنا يقول على الله غير الحق؟..


الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 11 - 1429 هـ
25 - 11 - 2008 مـ
02 : 09  PM
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى المُستشار، ننتظر ونرى؛ 
أيُّنا يقول على الله غير الحق؟..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:148].
أيها المُستشار؛ تالله إني أعلم ما تريد أن تتوصل إليه وأراك تقول بأنك لم تقل شيئاً بعدُ، وأن الشاهد والذي أراه هو أنت ذاتُك قد بدأ بالتوضيح، وكذلك أريدك أن تقول ما عندك ما دمت تراني أقول على الله ما لم أعلم، إذاً آتِني بعلمٍ هو أهدى من علمي وأقوّم قيلاً وأحسنُ تأويلاً إن كنت من الصادقين!
وأرجو من كافة الأنصار أن يتركوا الحوار حصرياً بين من يُسمي نفسه المُستشار وكذلك الشاهد وبين المهديّ المنتظَر لكي يتبين للباحثين عن الحقيقة أيُّنا كذاب أشر، لذلك أريدك أن تقول ما لديك في بيانٍ واحدٍ عاجلاً غير آجلٍ لكي يأتيك ردٌ يخرس لسانك بالحقّ شرطٌ عليّ أن أُلجمك من مُحكم القرآن بالبُرهان الذي يتبيّن للعالم والجاهل بإذن الله المُعلم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

الرد المُختصر على المُستشار من المهديّ المنتظَر..


الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 11 - 1429 هـ
25 - 11 - 2008 مـ
18 : 02  AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد المُختصر على المُستشار من المهديّ المنتظَر..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين وبعد..
يا أيها المُستشار، إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربك، ولن يُجادلني عالمٌ من القرآن إلا غلبتُه بالحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال وأفتي بالحقّ بأني لم أجد في الكتاب حرث للبشر من غير أنفسهم يذرأهم فيه،
تصديقاً لمُحكم القرآن العظيم في هذا الشأن في قول الله تعالى: 
{جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيه}
صدق الله العظيم [الشورى:11].
والسلام على من اتَّبعُ الهدى، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، فإن كذبت فالحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

{ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }


الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 11 - 1429 هـ
24 - 11 - 2008 مـ
46 : 10  PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً}

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم،
قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)}
صدق الله العظيم [الحج].
وقال تعالى:
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
 صدق الله العظيم [الأنعام:121].
وقال تعالى:
{وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
صدق الله العظيم [البقرة:169].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار تعالوا لأُعلمكم كيف تُميِّزون بين الداعي إلى الصراط المُستقيم بوحي التفهيم لاستنباط سُلطان العلم من محكم القرآن العظيم ليدحض به الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق فيُهيمن عليه بسُلطان العلم من كتاب الله القرآن العظيم بالحجّة الداحضة من مُحكم القرآن العظيم فتجدونه يُجادل بعلم وهُدىً من الكتاب المُنير على بصيرةٍ من ربه، فذلك لا يتبع خطوات الشيطان فيُجادل في آيات الله بغير علم ولا هُدىً ولا كتابٍ مُنيرٍ، وأنا الإمام المهدي آمنت بالله وحده لا شريك له وآمنتُ أنَّ مُحمداً عبدُه ورسولًه وآمنتُ بأني المهديّ المنتظَر عبده وخليفته الحقّ وأحكمُ بالحقّ ولا أقول على الله غير الحقّ من الكتاب،
تصديقاً لقوله الحق:
{وَبِالحقّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالحقّ نَزَلَ}
صدق الله العظيم [الإسراء:105].
وعلمني رَبِّي أن أردَّ على المُستشار ومن والاه من الذين يجادلون في آيات الله بغير سُلطان أتاهم فأعلِّمهم برد الله عليهم وعلى أمثالهم، وقال لي ما قاله لجدي من قبل أن يقول لهم:
{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:148].
وأما بالنسبة لأخذ الذُرية من الظهور فقد أخذها الله من ظهر أبي الذُرية آدم عليه الصلاة والسلام بعد أن علَّمه بكافة أسماء الخُلفاء من ذُريته ومن ثم أخذ بقدرته تعالى كافة ذُرية آدم من ظهورهم والملائكة ينظرون، ولم يأخذ إلا ذات الأنفس الحية من التي سوف يذرأها في الأرحام في قدره المعلوم، ثم اصطفى من بينهم خُلفاء الله في الأرض وكان ذلك الحدث بُقدرة الله عن مشهدٍ من كافة الملائكة فعرضهم على الملائكة
وقال تعالى:
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:31].
وتجدون في هذا الكلام الذي يُخاطب الله به ملائكته بإقامة الحجّة عليهم و قولاً غليظاً ومُهيناً
وهو قوله تعالى:
{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:31].
وذلك بسبب اعتراضهم على ربّهم في شأن اصطفاء خليفته من البشر بقولهم:
{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}
صدق الله العظيم [البقرة:30].
ولكن التحدي من الله بإقامة الحجّة على ملائكته كان خارج عن الخليفة الأول آدم الذي اتبع نصيحة الشيطان فأكل من الشجرة وعصى آدم ربِّه وغوى ولذلك تجدون التحدي خارج عن نطاق آدم خليفة الله الأول، بل التحدي كان في نطاق الذُرية ممن اصطفاهم الله وعرضهم على الملائكة
وقال لهم:
{أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم،
وذلك بعد أن أخذ الذُرية البشرية من الظهور من الظهر الأصل أبا البشرية آدم عليه الصلاة والسلام وذلك يدخل في علم الروح بقدرة الله، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، فأنطقهم بقدرته ونطقوا بالحقّ بقدرة الله إلا واحدٌ من الخُلفاء لم يكُن موجوداً في ذُرية آدم؛ بل مثله كمثل آدم ويُريد الله أن يجعله بُرهاناً مُبيناً للممترين بغير الحقّ من الذين سوف يجادلون في الميثاق الأزلي فيقولون وكيف تنطق ذُرية لا تزال في الظهور فتنطق بكلمة التوحيد فتشهدُ لله بالوحدانية والعبودية له وحده لا شريك له وهي لم تعلم ولم تتعلم وما يُدريهم بذلك ما لم يكبروا ويعقلوا ثم يبعث الله إليهم رسولا ليُعلمهم بذلك؛ بل إن هذا مُخالف للعقل؟
وحتى يخرس اللهُ بالحقّ ألسنةَ المُمترين الذين يُجادلون في آيات الله وقُدراته بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتاب مُنير، ولذلك أخرَّ اللهُ خلقَ أحدِ الخُلفاء فلم يخلقه في ذُرية آدم ولم يكن موجوداً بين الخُلفاء من الذين عرضهم على الملائكة، والحكمة من ذلك ليجعله الله البرهان للعهد الأزلي على الواقع الحقيقي أمام البشر وقالوا:
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} 
صدق الله العظيم [مريم:28].
ومن ثم جاء بُرهان المعجزة من ربّ العالمين الذي أنطق الإنسان المنوي بالعهد الأزلي فأنطقه بالحقّ كما أنطقُ من كان في المهد صبياً برغم أن ذلك يستحيل في نظر العقل البشري أن ينطق طفل حديث الولادة بالكلام وشهادة الحقّ
ولذلك قالوا:
{كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}؟
فأراهم الله بُرهان قُدرته كما أرى الملائكة من قبل يوم أنطق الذُرية بكلمة التوحيد وكذلك أنطق الذي كان غائباً وهو في المهد صبياً،
وقال الله تعالى:
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شيئاً فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحقّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ما كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (34)}
صدق الله العظيم [مريم].
والآن تبين لك الحقّ أيها المُستشار إن كنت تُريد الحقّ أنَّ الذي أنطق ذُرية آدم فشهدوا بالحقّ إنما كان بقُدرة الله كُن فيكون.
وأنا لم أفتِ في شأنك بعد بأنك من شياطين البشر، والآن أصدر فيك هذه الفتوى الحقّ بأنه يوجد فيك مسُّ الغفلة شيطان رجيم فيصدك عن الحقّ إلى غير الحقّ وتحسبُ أنك على الحقّ ولن يتبين لك ذلك أنه من كان يصدك عن الحقّ ويأمرك أن تقول على الله ما لم تعلم إلا يوم لقاء ربّك فيقول رَبِّي ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد، ثم يتبين لك قرينك الشيطان فينطق ضدك بمنطق لسانك لأنه يسكن فيك، ومن ثم تكرهه كرهاً شديداً وهو في جسدك لا يُفارقك وأنتم في العذاب مُشتركون في جسدٍ واحدٍ ولا يُفارقك وأنت تكرهه كُرهاً شديداً وتتمنى لو أن بينك وبينه بُعد المشرقين فبئس القرين،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} 
صدق الله العظيم [الزخرف].
وأقسم بربّ العالمين أني لم أظلمك شيئاً، وأعلم إنَّ هذا الشيطان الذي يسكُنك هو من يوحي إليك بهذا الجدل العقيم وأنت لا تعلم أنه من يوسوس لك بذلك ولكني علمت بهدفه وما يُريد التوصل إليه وهو اقناع الآخرين بأنه توجد حروث لذُريات البشر من غير ذُرية آدم بحُجة أن هابيل وقابيل كيف يتزوجون من أخواتهم!
وقد علمني رَبِّي ما يُريده شيطانك بالضبط.
والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
وذلك تمهيدٌ من مكر الشياطين لاقناع البشر بيأجوج ومأجوج إنما هم إخوتهم، ولكني أعلم أنهم إخوان الشياطين وأولياؤهم نبتوا في حروث خبيثةٍ لا يخرج نباتها إلا نكِداً ويعبدون الطاغوت من دون الله ويريدون أن يُضِلّوا الناس أجمعين عن الصراط المُستقيم بغض النظر هل تعلم بذلك أنه من أمر الشيطان لك أن تُجادلني بغير علم وتقول على الله ما لم تعلم، والمهم أني علمت أنه من إلهام الشيطان وليس من الرحمن لأنه يفتقد لسلطان العلم من الكتاب.
ويا أيها المُستشار إني أنصحك نصيحة لوجه الله الكريم أن لا تأخذك العزة بالإثم، وأقُسم بالله العظيم ومنه التثبيت لو كنت مكانك لما استمريت في اتباع الباطل بعدما تبين لي الحقّ لأنه من يُنقذني من بأس الله الشديد وعذابه الخالد فانظر إلى مصيبة ومصير الشيطان إبليس بسبب التكبر غضب الله عليه ولعنه إلى يوم الدين، ولو أنه قال رب اغفر لي لأجابه الله ووجد الله غفوراً رحيماً، ولكنه قال رب أخِّرني فكذلك أجابه الله ولعنه وأعد له ولمن اتبعه عذاب جهنم موعد جنود إبليس أجمعين، وأنت تنصحني أن أتبعك؟
وأقسم بالله العلي العظيم ومنه التثبيت لو كنت أعلم بأن الحقّ معك لكُنت من أول التابعين وأنصرك بكُل ما أوتيت من قوة وأفتديك بنفسي فلا أعصي لك أمراً طاعةً وخضوعاً وسجوداً لله الذي أمر بطاعة الذين يؤتيهم علم الكتاب وذلك لو وجدت بأن الله جعلك المُهيمن على ناصر محمد اليماني ولأن الحقّ مع ناصر مُحمد اليماني جعله الله مُهيمناً عليك وعلى كافة عُلماء الأمّة، ولا أزال أفتي الأنصار في شأن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول لهم: إن الله يؤتي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم علم الكتاب فيجعله الله المهيمن على كافة عُلماء الأمّة فلا يُجادله عالم من القرآن إلا غلبه بالحقّ حتى يُسلم للحقّ تسليماً أو تأخذه العزة بالإثم وحسبه جهنم وساءت مصيراً. وأرجوا من الله أن لا يزيدك البيان الحقّ رجساً إلى رجسك فتأخذك العزة بالإثم بعدما تبين لك أنه الحقّ من ربك، فاتّقِ الله واتبعني أهدِك إلى صراط العزيز الحميد إن رَبِّي على صراطٍ مُستقيمٍ ولا تتبع من لا يغني عنك من الله شيئاً إني لك ناصحٌ أمين، وحتى تتأكد من فتواي في شأنك بالحقّ أن تذهب إلى شيخ يتلو آيات القرآن لشفاء المرضى وإحراق الشياطين بنور القرآن لكي يتلو عليك قدر ساعة كاملة وسوف يتبين لك أني لم أظلمك شيئاً والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
يا أيها الناس، اتقوا الله حق تُقاته وصدِّقوا بالحقّ إن كنتم تريدون الحقّ فما بعد الحقّ إلا الضلال وأُقسم ُ لكم بمن خلقكم وأخذ منك ميثاقاً غليظاً إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تزكوني بالتصديق بغير علم ولا هُدىً ولا كتاب مُقنع بالحقّ نظراً لأني أقسمت لكم أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ومن أجل القسم صدقتم ناصر محمد اليماني إذا فأنتم جاهلون،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
صدق الله العظيم [النجم:23].
فليس هذا أمر يُصدق بالقسم ولا بالاسم بل بالعلم، فلا تتبعوا ما ليس لكم به علم من ربّكم إن كنتم تعقلون، وعن سمعكم وأبصاركم وأفئدتكم سوف تُسألون.
وإني أرى من يُسمي نفسه الشاهد يُناديني بالكذاب!
وأرد عليه وأفتيه بأنه لم يكُذب حديثي بل كذب بكلام الله ربّ العالمين ويصدف عن آياته بغير الحقّ،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:33].
اللهم إني عبدك أعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك رغبة مني بحُبك وقربك وليس طمعاً في العطاء من مُلكك، بل ذلك وسيلة لتحقيق الغاية أن تغفر للذين لا يعلمون فتريهم الحقّ حقاً وترزقهم اتباعه من الناس أجمعين إلا الذين لو تبين لهم بأني الإمام المهدي الحقّ من ربّهم الذي يُعلِّم الناس بالبيان الحقّ للقرآن حتى يتبين لهم أنه الحقّ ثم يكونون للحقّ لمن الكارهين ويريدون أن يطفِئوا نورَ الله بأفواههم، اللهم إني لا أدعوك أن تغفر لهم شيئاً فإن شئت عذبتهم وإن شئت هديتهم وإنما أريدُ أن تهدِ بعبدك ما دونهم من الناس أجمعين ومن كافة الأمم أمثالهم من البعوضة فما فوقها
تصديقاً لوعدك الحقّ في الكتاب:
{إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} 
صدق الله العظيم [البقرة].
وفي هذا الموضع تجدون شأن الإمام المهدي الحقّ من ربّكم الذي يهدي الله به الناس أجمعين ما دون الشياطين الذين لو تبين لهم أنه البيان الحقّ من ربّهم لما زادهم إلا رجساً إلى رجسهم ولجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ وهم يعلمون أني الإمام المهدي الحقّ من ربّهم، وحسبي الله عليهم أجمعين وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
وأراك تقول أيها الشاهد أو المُستشار بأني أُطالبكم بُسلطان بيّن وأنتم من تطالبوني بسلطان فكيف يكون العكس وكأني أفتيت بأنهُ يوجد حرث آخر ذرأ الله فيه ذُرية أولاد آدم حتى تطالبوني بسلطان العلم!
وأعوذ بالله أن أفتري على الله بغير الحقّ؛ بل أنتم من أفتى بذلك بحجة أنهُ لا يجوز لأولاد آدم أن يتزوجوا بأخواتهم وتريدون أن تقنعوا الناس أنه يوجد حرثٌ آخر ذرأ الله فيه ذُرية أولاد آدم ولذلك طالبتكم بالفتوى الحقّ من ربّكم من مُحكم الكتاب، ما لم فأنتم تقولون على الله ما لا تعلمون فاتبعتم أمر الشيطان وعصيتم أمر الرحمن، وأما ناصر محمد اليماني فقد أقام عليكم الحجّة والبُرهان بالحقّ أن حرثَكم منكم منذ أن خلق الله أبوكم آدم،
تصديقاً لقول الله تعالى:
 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربّكم الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}
صدق الله العظيم [النساء:1].
وهذه من الآيات المُحكمات أنه لم يأتِ بأزواجٍ من غير ذرية آدم منذ الأزل القديم وجاء الشرع وحرم الزواج بالمحارم ومن اتقى وأصلح فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وأنا لم أجد في الكتاب أن أزواج البشر منذ الأزل الأول في الحياة خلقهن الله من غير أنفسنا،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
صدق الله العظيم [الروم:21].
وأما زواج المُحارم فأنا أحرِّمه كما حرمه الله ورُسله منذ أول تشريع أتى من ربّ العالمين ولم يحدث ما تفندون فيه إلا بين الذُرية الأولى لآدم، ثم جاء الشرع وحرم ذلك ولا يزال مُحرماً إلى يوم الدين، فإن كنتم تعلمون بأن الله خلق حرثاً آخر يذرأ فيه ذُرية هابيل وقابيل
فأقول لكم ما قاله الله لأمثالكم:
{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:148].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 23 نوفمبر 2008

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿3﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ(4)} صدق الله العظيم [الحج]


الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 11 - 1429 هـ
23 - 11 - 2008 مـ
14 : 11  PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ (4)} 
صدق الله العظيم [الحج]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين وبعد..
أيها الشاهدُ والمُستشار لكُل دعوى بُرهانٌ وسُلطان ٌبيِّنٌ، وبما أنكم تدّعون بأن التناسل للبشرية في العهد القديم كان في حرثٍ آخرَ وليس في أزواج منهم من أنفسهم، قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟
وذلك لأني لا أجد في القرآن ما تدّعون وإذا تعلمون بسلطانكم على دعواكم فأتوا به فلكُل دعوى بُرهان، ولا تُجادلوا في آياتٍ الله بغير سلطانٍ أتاكم، فإن فعلتم فقد خالفتم أمر الرحمن واتبعتم أمر الشيطان بقولكم على الله ما لا تعلمون، ذلك لأن الله قال بأن أزواجنا من ذات أنفسنا وليس من خلقٍ آخر إلا الذين غيّروا خلق الله فنكحوا إناث الشياطين من شياطين البشر فاستكثروا منهم خلقاً كثيراً من البشر،
تصديقاً لقول الله تعالى :
{إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)} 
صدق الله العظيم [النساء].
أولئك الذين غيّروا خلق الله من شياطين البشر من الذين يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون ويُمنِّيهم ويعِدُهم وما يعِدُهم الشيطان إلا غروراً، وأمرهم أن يُغيّروا خلق الله فتغشّوا إناث الشياطين من الجنّ فاستكثروا منهم خلقاً كثيراً آباؤهم من شياطين البشر وأمهاتهم من إناث الشياطين فاستكثروا من ذُريات البشر خلقاً كثيراً ليكونوا من جيش الطاغوت كما أفتيناكم بأن أمهاتِهم من الجنّ وآباءهم من الإنس
وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ ربّك حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [الأنعام:128].
كما أفتيتكم بالأمس إني أرى جدالكم حقاً يُراد به باطل، وأقصد جدالكم إذ كيف تحلّ الأخت لأخيها فلا بُد من إناثٍ من غير ذُرية آدم، فهل تريدون تغيير خلق الله كما يفعل شياطين البشر الذين أطاعوا الطاغوت فغيّروا خلق الله فنكحوا إناثاً لم يخلُقهن الله من أنفسِهم وغيّروا خلق الله تنفيذاً لأمر الشيطان؟
ولو أنكم لم تفصحوا بذلك وكأنكم من شياطين البشر أو تتخبطكم مسوس الشياطين فيوحون إليكم أن تُجادلوا الحقّ بالباطل الذي ما أنزل الله به من سُلطان، وأما حُجتكم إذ كيف يُجامع الأخ أخته فهذا حقٌ يُراد به باطل وقد جاء التشريع الحقّ وحرم ذلك، وحدث ذلك قبل نزول التشريع وليس عليهم في ذلك شيء حتى يأتي التحريم وما كان الله ليُحاسبهم على ذلك ما لم يبعث إليهم رسولاً يُحل لهم ما أحله الله ويُحرم عليهم ما حرم الله وعفى الله عما سلف ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون،
وقال الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:15].
ولم أجد الأزواج أتت إلينا من خلقٍ آخر فلا تفتروا على الله الكذب وقد أفتاكم الله في مُحكم كتابه إن أزواجكم من أنفسكم من البداية وليس من خلقٍ آخر
وقال الله تعالى:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
صدق الله العظيم [الروم:21].
فمن أين جئتم لأولاد آدم بإناثٍ من غير ذُرية آدم، ولم آخذ بالي (لحكمةٍ إلهيّةٍ) ما كنتم تريدون إثباته!
وظننتُ أنكم تريدون المعنى الحقّ لكلمة
(بث منهما رجالاً كثيراً ونساءً)،
أي بثّ من ذُرية آدم وحواء رجالاً كثيراً ونساءً فجعل الله لنا أزواجاً من أنفسنا وليس من ذُريات الشياطين،
ولربما تقولا: "ولكننا لم نقصُد إناث الجنّ"،
أقول: نعم لم تُفصحوا بذلك إذاً لأُكتشف أمركم وما تريدون ولكن لربما ذلك بغير قصد منكم، ولذلك لا أريد أن أحكم عليكم بظلم بغير الحقّ، والمطلوب منكم أن تأتوا ببرهانٍ مُبينٍ كيف كان التناسل لذرية آدم الأولى، فلا أجد في الكتاب!
وليس معنى ذلك أني لم أفتكم كيف كان التناسل بل أفتيتكم بالحقّ بأني لم أجد أزواجاً لنا من غير أنفسنا،
وقال الله تعالى:
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}
صدق الله العظيم [النحل:72].
فاتقوا الله، تالله لقد أصبحتُ في شكٍ من أمركم غير إني لا أريد أن أظلمكم إن كنتم لا تريدون غير الحقّ ولذلك سوف أرجئ الحكم عليكم فهذا جدال قوم يُريدون لفت الانتباه إلى إناثٍ من خلقٍ آخر تمَّ التزاوج بينهم بادئ الرأي حتى لا ينكح أولاد آدم أخواتهم، وقد يراه الباحث شيئاً منطقياً فلا بُد من إناثٍ من خلقٍ آخر؛ فكيف يتزوج الأخ أخته؟
ومن ثم أردّ عليكم بالحقّ وأقول: "تالله لولا جاء الشرع وحرم ذلك لكان الأمر شيئاً طبيعياً أن ينكح الأخ أخته فينجب منها ذريته، ولكن نظراً لأن الشرع جاء من أول مرة بتحريم ذلك وعفى الله عما سلف ولم يصِفهم الله بأولاد زنى كما يقول أحدُ المُمترين ويتلفظ على الإمام المهدي بإثمٍ كبير.
ويا معشر الأنصار، لئن أقام هؤلاء على إمامكم الحجّة فإياكم أن تتبعوني ما لم تجدوا إمامكم هو المُهيمن بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وأما موضوع هؤلاء فإن تدبرتم ردودهم فسوف تستنتجون ما يُريدون أن يقولوه فيتوصلوا إليه بوسوسة من الشيطان وليس بتفهيم من الرحمن،
ومن ثم يقولون: "إذاً يا ناصر اليماني أنت لم تأتِ بالبرهان كيف تمّ التزاوج بين أبناء آدم، فإن قلت أنجبوا من أخواتهم أولادهم فأصبحوا عيال عم ومن ثم تزوجت البنت ولد عمها". ومن ثم نقول لك: وكيف يجوز أن ينكح الأخ أخته؟
ومن ثم أرد عليكم وأقول: بسبب أنهم لا يعلمون أن ذلك محرمٌ عليهم بسبب عدم وجود التشريع؛ بل وعدهم الله بالشريعة والمنهاج من بعد خروجهم إلى حيث أنتم"،
وقال الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:35].
ونحن نعلم بأن آدم ليس برسولٍ بل نبيٌ ولكن المنهج لا يأتي به الأنبياء؛ بل يأتي به الرُسل، وإنما يورث الأنبياء علم كُتب المرسلين وكُل رسولٍ نبيٍّ وليس كُل نبياً رسولاً، ولكن آدم يعلم منهج العبودية لربّه كما علمه الله ولكنه لم يبعثه بالتشريع؛ بل الرُسل جاءت من ذُرية آدم،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم،
ولن يُحاسب أولاد آدم الأولين بسبب نِكاحهُم لأخواتهم،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:15].
وذلك لأن لهم حُجة على ربّهم إن لم يبعث إليهم رسولاً ليُحرِّم عليهم ذلك، فإن ثبت إن الله ابتعث إليهم رسولاً ليُبين لهم التشريع في الزواج ومن ثم عصوا أمر ربّهم فهنا قامت على هابيل وقابيل الحجّة فيُعذبهم الله بسبب نكاحهم لأخواتهم، وأما إذا ثبت أنهم نكحوا أخواتهم من قبل مبعث الرسل إليهم فلا حُجة لله عليهم؛ بل الحجّة لهم على الله بسبب عدم بعث الرسول الذي ينهاهم عن ذلك
وقال الله تعالى:
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:48].
إذاً الرُسل هم حُجة الله على الناس وقبل مبعثهم فلا حُجة لله عليهم،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:165].
أفلا ترون بأن لأولاد آدم حجة على ربّهم لئن حاسبهم على نكاح أخواتهم بادئ الأمر نظراً لعدم وجود شرع يُحرم ذلك عليهم؟
ومن بعد التحريم فمن اتبع الحقّ فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} 
صدق الله العظيم.
وأراكم تُطالبون بسلطان الفتوى بالحقّ كيف تمَّ التناسل فأردُّ عليكم وأقول: أنكم تُجادلون بذات السُلطان المُحكم الواضح والبيِّن في هذا الشأن
وهو قول الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربّكم الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}
صدق الله العظيم [النساء:1].
فقد بيَّن الله لكم في هذه الآية المُحكمة بأن التناسل لم يتجاوز الذكر والأنثى من أولاد آدم إلا الذين غيروا خلق الله، كما تريدون إثبات تلك الشريعة الباطلة بتغيير خلق الله بأن لابُدّ من إناثٍ من غير ذُرية آدم حتى يتم التناسل بادئ الأمر بينهم، وهذا ما تبيَّن لي من ردودكم وهو ما تُريدون التوصل إليه، ولكني أكرر: لا أريد أن أفتي بأنكم من شياطين البشر حتى تُعرضوا عن ذكر الرحمن فتتبعوا ما لم يُنزل الله به من سُلطان بحجة أنه كيف ينكح الأخ أخته؟
وقد أفتيناكم بآياتٍ مُحكماتٍ بيِّنات أنهُ: لا حُجة لله على هابيل وقابيل بسبب نكاح أخواتهم نظراً لأنهم لم يأتوا بعد رسُل منهم بشرع ربّهم وأخبركم الله بذلك أنه لا حُجة له عليهم ولن يُحاسبهم على ذلك،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:165].
أفلا ترون أنه لا تثريب عليهم ولا حساب نظراً لعدم إقامة الحجّة لربهم عليهم بسبب أنه لم يأتِهم رسولٌ حرم عليهم ذلك فعصوا أمر ربهم؟ 
فليستمر الحوار بين المهديّ المنتظَر والمُستشار وشاهدهُ إن لم يكن هو، وظننت فيك الخير لأنه أعجبني قولك بادئ الرأي حتى تبين لي ما تُريد أن تُفتِ به وهو وجود حرث آخر ذرأ الله فيه ذُرية آدم الأولى، ولكني أعلم بأن هذا الحرث الذي تُريد البرهان له بتغيير خلق الله حرثٌ خبيثٌ لا يخرج نباته إلا نكدا، وإذا قيل له اتَّقِ الله أخذته العزة بالإثم بعدما تبين له الحقّ فلا يتخذه سبيلا أولئك ذُريات قومٍ يُعجبك قولهم في الحياة الدُنيا وهم من ألد الخصام لله ربّ العالمين،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)} 
صدق الله العظيم [البقرة].
ولن تُفلتا من الحقّ فإن كنتم من الذين يريدون الحقّ فاتبعوا الحقّ بعدما تبين لكم أنه الحقّ وقد فصلناه تفصيلاً ولربما يود المُستشار أو الشاهد أن يُقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنك تفتي بأن الذي لم يُصدقك فيتّبعك بأنه شيطاٌن مريدٌ"،
ومن ثم أرد عليه وأقول: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وبيني وبين الناس كتاب الله وسنة رسوله فمن غلبته بكتاب الله وسنة رسوله ثم لم يتبع الحقّ وهو يؤمن به وليس من الكافرين ثم لا يتخذه سبيلاً ويجادل بالباطل ليدحض به الحقّ فقد تبين لي شأنه ولن أظلم أحداً بإذن الله، فالذين يُريدون الحقّ سوف يُبينهم الله لي بالحقّ، ولربما يُجادلونني بادئ الأمر جدلاً كبيراً حتى إذا حصحص لهم الحقّ اتقّوا الله، فإن كان المُستشار والشاهد حقاً من الباحثين عن الحقّ فسوف يتبعون الحقّ إن تبين لهم أنه الحقّ فسوف يتبعوه ولن تأخذهم العزة بالإثم بعدما تبين لهم الحقّ من ربّهم، وأما آخرون فلن يزيدهم البيان الحقّ إلا رجساً إلى رجسهم لأنه تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، اللهم إن كان المُستشار وشاهده يريدون الحقّ فاهدهم إليه وإن كان ناصر محمد اليماني على الباطل وهم على الحقّ فاجعل لهم الحجّة على ناصر محمد اليماني، اللهم إني عبدك وخليفتك بالحقّ أُجادل الناس بالقرآن العظيم حُجتك على مُحمد رسول الله إن لم يُبلغ برسالتك وحجتك وحُجة رسولك على قومه من بعد التبليغ فيكون عليهم شهيداً، وحُجة قومه وحُجتهم على الناس من بعد التبليغ فجعلتهم شُهداء بالحقّ، وإن لم يفعلوا فما بلّغوا رسالة ربّهم للناس إن اتخذوه مهجوراً،
تصديقاً لقولك الحق:
{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ}
صدق الله العظيم،
فإن لم يفعل مُحمد رسول الله ولم يبلغ به قومه فحسابه على ربِّه ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإن بلغ به قومه فقد جعل الله الذكر حُجته عليهم وحُجة رسوله وجعل رسولهم عليهم شهيداً من بعد التبليغ لهم ليبلِّغوا برسالة ربّهم إلى الناس أجمعين، فإن لم يفعل قومه كان على الله حسابهم ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإن فعلوا وبلَّغوا رسالة ربّهم إلى الناس فسوف يجعل الله الذكر حُجته على الناس وحجتهم على الناس ويجعل قومه شُهداء بالحقّ أنهم بلّغوا برسالة ربّهم ذكر العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}
صدق الله العظيم [البقرة:143].
اللهم قد علّمتَ عبدُك البيان الحقّ وإني أشهد أنه لم يُعلمني سواك وبلّغتُهم بكثير من البيان الحقّ للقرآن ولا أزال أفصل لهم تفصيلاً من مُحكم كتابك، اللهم إن كُنت تعلم أن عبدُك يدعو إليك على بصيرةٍ الحقّ القرآن العظيم فاجعل لعبدك الحجّة على كافة عُلماء الأمّة، وإن كان ناصر مُحمد اليماني على ضلالٍ، فاجعل لهم الحجّة على ناصر مُحمد اليماني والحُكم لك إلهي وأنت خيرُ الحاكمين،
ويا أيها المُستشار وشاهده إن لم تكونا واحداً إني أدعوكما إلى كتاب الله القرآن العظيم وسنة محمد -رسول الله صلَّى الله عليه وآله- وسلَّم التي لا تُخالف لمحكم كتابه في شيءٍ ومن استمسك بكتاب الله وسنة رسولهُ الحقّ فقد هُدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.
وأراكم تقولون بأنكم أعجزتم ناصر محمد اليماني، وها أنا ذا أُشهد الله وكفى بالله شهيداً بأنه إذا غلبني عالمٌ يُحاورني بالقرآن العظيم فمن اتبع ناصر محمد اليماني من بعد ذلك فإنه من الذين يستمسكون بأئمتهم ويجادلون عنهم بغير الحقّ حتى ولو تبين لهم أن إمامهم كان من الضالين حتى ولو كان منهم ناصر محمد اليماني إذاً أتاكم عالمٌ آخر بعلمٍ أهدى من علم ناصر محمد اليماني فقد تبين لكم بأني لست إمامَ حقٍ أهدي بالحقّ إلى صراطٍ مُستقيمٍ ما دمتم وجدتم أحداً غلبني بعلم وسلطان مُنير هو أهدى من علمي وأقوم قيلاً وأحسنُ تفسيراً، فقد أيدكم الله بعقول فاستخدموها ولا تتبعوا ما ليس لكم به علم كعلم المُستشار والشاهد الذين لم يأتوا حتى بدليلٍ واحدٍ فقط من مُحكم القرآن العظيم أن ذرية آدم الأولى تم إنجابهم من إناث خلق آخر، قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
أخو المُسلمين؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى الشاهد والمُستشار المُحتار الذين لا يأتون بسلطان العلم في الحوار..


الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 11 - 1429 هـ
23 - 11 - 2008 مـ
48 : 02  AM
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى الشاهد والمُستشار المُحتار
الذين لا يأتون بسلطان العلم في الحوار..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين وبعد..
أيُها الاثنان اللذان يُجادلان بغير علم ولا سُلطان فلا تتبعوا خطوات الشيطان فتقولا على الله ما لا تعلما، ولقد سبقت لي ولكم ولكُل إنسان نشأة أولى قبل أن يدخل رحم أمه
تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
صدق الله العظيم [النجم:32].
فتدبروا قوله تعالى:
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}
بمعنى أن لنا نشأة أولى من قبل أن ندخل بطون أمهاتنا وتلك النشأة الأولى في ظهر أبينا آدم
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:11].
ثم أخذ منا الميثاق الغليظ
قال الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذَ ربّك مِنْ بَنِي ءادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)}
صدق الله العظيم [الأعراف].
ونسي آدم عهده ونسينا
وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}
صدق الله العظيم [طه:115].
وقال تعالى :
{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}
صدق الله العظيم [البقرة:38].
وقال تعالى:
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ ربِّه وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ (127)} 
صدق الله العظيم [طه].
فإذا لم توقنوا بالبيان الحقّ للقرآن فكيف إذاً سوف تعلمون
قول الله تعالى:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}
فإن قُلتم أي بصيراً في الدُنيا ومن ثم نرد عليكم كلا بل هو أعمى في الدنيا.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}
صدق الله العظيم [الإسراء:72].

فكونا من الرجال الذين أوفوا بعهد ربّهم ولم يشركوا به شيئاً. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
صدق الله العظيم [الأحزاب:23].
ويا أخي المُستشار، اتقِ الله ولا تفتِ علينا بغير الحقّ وأنا لم أُغيِّر فتواي بالحقّ فأتَّبع هواك، وسبقت الفتوى في البث بأنها انتشار الذرية في الظهور من ظهر أبينا آدم، والإنسان الذكر هو الذي يحمل الذُرية لأبيه، وأما الأنثى فتحمل ذُرية الصهر. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}
صدق الله العظيم [الفرقان:54]،
فأما النسب فهو الذكر حامل الذُرية،
وأما الصهر فيقصد الأنثى فهي تحمل ذرية الصهر.
ويا أيها الشاهد والمُستشار، كونا من الأنصار السابقين الأخيار خير البرية وصفوة البشرية الذين صدَّقوا بالبيان الحقّ للقرآن في عصر الحوار من قبل الظهور ببأسٍ شديدٍ من ربّ العالمين، واعلما علم اليقين بأن الشمس سوف تدرك القمر في هلال شهر ذو الحجّة 1429هـ في أول الشهر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهدي المُنتظر آية كونية ظاهرة وباهرة لأولي العلم منكم في جريان الشمس والقمر.
وأعلن للبشر أُنثاهم والذكر في البوادي والحضر بأن غُرة ذو الحجّة الشرعية لعام 1429 يوم الجمعة المباركة بإذن الله والوقوف بعرفة يوم السبت والأحد يوم النحر بالقول الحقّ لأني أعلم من الله ما لا تعلمون ولم أتَّبع عُلماء الفلك وأنتم على ذلك لمن الشاهدين، فلو اتبعتهم لقُلت لكم كمثل قولهم إن المملكة العربية السعودية لا ينبغي لهم أن يشهدوا رؤية هلال ذو الحجّة لعام 1429هـ بعد غروب شمس الجمعة نظراً لغياب القمر من قبل الاقتران ومن قبل الميلاد، وبرغم أني أُصدق علمهم ولكنهم لا يعلمون بأن البشر دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر وأن الشمس أدركت القمر فيلد الهلال من قبل الاقتران والشمس إلى الشرق منه فيُدرك ويتجاوز وهم لا يعلمون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخوكم في دين الله الذليل عليكم والعزيز على أعدائِكم الإمام المهدي؛ ناصر مُحمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

السبت، 22 نوفمبر 2008

جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً


الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 11 - 1429 هـ
22 - 11 - 2008 مـ
22 : 01  AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{جَاءَ الحقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وآل بيته الأطهار الأولين والآخرين والتابعين للحقّ في كُل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وبعد..
قال الله تعالى:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ على بصيرةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
صدق الله العظيم [يوسف:108].
من التابع للحقّ النبيَّ الأميّ والناصر له بالحقّ مُقتدياً أثره فأدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني وسُبحان الله وما أنا من المُشركين، وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
أيها المُستشار وقرينُه الآخر، الحذر الحذر فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون فذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن فلا تتبعوا خطوات الشيطان إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون علم اليقين الإيماني المؤيد بسلطان العلم الواضح والجلي من مُحكم القرآن، وقد أفتيتك عن كلمة (بثّ) بأنه الانتشار وأردتَ تُجادلني باللغة، وأنا كذلك أتحدى بالمعنى اللغوي وأعوذ بالله أن أخطِئ فيه شيئاً وإنما أخطائي هي إملائية لا تُعيب بيان الحقّ شيئاً لحكمةٍ إلهية،
وقال تعالى:
{وَبَثَّ مِنْهُمَا}،
أي نشر منهما فلو أقول لك وجدت جُحرَ نملٍ انتشرت منه أمةٌ من النمل بمعنى إنَّ النمل كان مجموعاً في الجُحر، ثم أتيناك بأن كذلك من مُرادفات البث هو الإخراج ببرهان مُناجاة يعقوب لربِّه حين عاتبوه على تذكر يوسف وعاد حُزنه من جديد وقال إنما يُبث كلمات الشكوى لما أصابه إلى ربِّه ويعلم من الله ما لا يعلمون، وأراك تحاول أن تجعل لبثِّ ذُرية آدم معنىً آخر وأنه ليس الإنجاب ولكن آن الأوان أن آتيك بالسُلطان المُلجم بأن الله يقصد بث الذُرية من صُلب آدم ولكي تفهم الحقّ فرضاً أوجه إليك سؤالاً وأقول: يا أخي المُستشار أفتني عن
قول الله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}
صدق الله العظيم [الإسراء:72].
ولن أنتظر الجواب منك لأني لا أريد إحراجك أو التفاخر عليك بما علَّمني رَبِّي وليس العيب إن كُنتَ لا تعلم بل العيب أن لا تُطلب العلم من أهله إن وُجِدوا.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:7].
وعليك أن تعلم بأن الله وضع لطالب العلم شروطاً ذات أهميةٍ كُبرى وذلك حتى لا يعود إلى قومه بعلمٍ ما أنزل الله به من سُلطان فلا يزيدهم إلا عمىً وضلالاً، وما هي هذه الشروط وهي استخدام السمع والأبصار والأفئدة؛ هل هذا علم معقول يقبله العقل ويطمئن إليه القلب؟
فهل هو مؤيدٌ بسُلطان العلم البيِّن الواضح أم قول بالظن الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؟
فإذا افتقد السُلطان فهذا يعني إنَّه قولٌ على الله بالظن، وأرى الأخ المُستشار يستوصي بذلك، ولكن للأسف إنك تأمر الناس بالبر وتنسى نفسك، وها أنت تقول على الله بالظن الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً في معنى
{وَبَثَّ مِنْهُمَا}
وتريد أن تجعل له معنىً غير الإنجاب بحجة أنهم إخوة وذلك حقٌ يُراد به باطل، ولكني أولا أعظُ جميع الأنصار السابقين الأخيار وكذلك جميع الباحثين عن الحقيقة وأقول لهم لقد نهاكم الله وحذَّركم أن تتّبعوا ما ليس لكم به علم وأمركم باستخدام سمعِكم وأبصارِكم وأفئدتِكم هل سُلطان علم الداعية هذا إلى علم هو مُقنع؟
وقال الله تعالى:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}
صدق الله العظيم [الإسراء:36].
إذاً حُجة الله على الإنسان هي العقل، وإذا ذهب عقله رُفع القلم عنه.
ولرُبَما يودُّ الأخ المُستشار أن يُقاطعني فيقول: "مهلاً لا تسَأل ثم تأتي بالجواب فدعني أثبت لك علمي فأجيبك عن سؤالك عن
بيان قول الله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} 
صدق الله العظيم [الإسراء:72].
فيقصد الله بأن من كان في هذه الدُنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلُ سبيلاً"،
ومن ثم أرد عليك وأقول: اللهم نعم وهذه آية مُحكمة واضحة بيِّنةٍ ولكني سوف أوجه لك سؤالاً آخراً هاماً للغاية وأقول لك: أفتني عن بيان قول الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}
صدق الله العظيم [طه:125].
وهُنا يتوقف التفكير ويقول المُنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ والذين لا يعلمون إن في القرآن تناقض !
فكيف أنه يقول في آية في القرآن:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} 
صدق الله العظيم،
ومن ثم يقول في موضع آخر في القرآن:
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}
صدق الله العظيم،
وهُنا يتوقف العالِم الذي يُريد أن يفهم ما يحمل في قلبه من آيات القرآن حتى لا يكون كالحمار يحمل الأسفار في وعاء ولا يعلم ما يحمل على ظهره بل يرى أن عليه أن يهتم بالتدبر من قبل الحفظ كما أمر الله بذلك
في قول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَ‌كٌ لِّيَدَّبَّرُ‌وا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} 
صدق الله العظيم [ص].
وإذا كان طالبُ علمٍ يُريد أن يفهم ومن ثم يذهب العالم على سبيل المثال إلى تفسير ابن كُثير يريد أن يفهم المقصود من
قول الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}
صدق الله العظيم،
ومن ثم يذهب بهذا التفسير فيُعلم به الناس من على منبر الخُطبة دونما يستخدمُ عقله هل فعلاً هذا هو المقصود؟
وإذا كان من أولي الألباب الذين يتفكرون فسوف يبحث في السُلطان الذي أتى به ابن كُثير للإقناع بتفسيره، وهل هو سلطان منطقي يقبله البصر الذي لا يعمى؟
ما لم يذهب حتى لا يُعلّم المُسلمين بيان القرآن وأمور دينهم بغير الحقّ فهو يحرص على أنه لا يقول على الله ما لا يعلم، وكذلك لا يتبع ما ليس له به علم ويتذكر بأن الله نهاه عن ذلك وسوف يسأله عن سمعه وبصره وفؤاده؛ هل يطمئن لهذا العلم حتى يتَّبعه فيُعلّم به الناس فإذا بحث ولم يجد ما يطمئِن إليه قلبه فهُنا يوحي إليه المُعلم الذي أحاط بكُل شيء علماً، فيوحي إليه بوحي التفهيم فيُعلمه بالحقّ لأنه علم أن عبده هذا يتقي ربِّه أن لا يقول عليه إلا الحقّ ولا يُريد أن يقول على الله غير الحقّ وأصبح حقاً على الله الحقّ أن يُعلِّمَه فيهديه إلى الطريق الحقّ.
تصديقاً لوعده بالحقّ في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} 
صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
وسبب أن الله علمَّه بوحي التفهيم بالحقّ بعلم وسلطان منير هي لأنه اتقى اللهَ فأبى أن يتبع ما ليس له به من علم مقنع ليعلّم به الأمّة،
ولذلك علَّمه الله تصديقاً لوعد الله بالحقّ في قوله تعالى:
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم،
وسوف نذهب لننظُر ما يقول الإمام ابن تيمية في تفسير
قول الله تعالى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام جمع بينهما في أن الآية الأولى {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} يعني أعمى عن الحجّة ،عن حجته {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} يعني عن حجتي {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} مخاصمًا بها، أعماه الله عن حجته، فلا يستطيع، وذلك مثل قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأََنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ} يعني: الحجج، ضاعت عنهم الحجج، أعمى عن حجته، خذله الله، ولهذا قال سبحانه: فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأََنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ ضاعت حجتهم. وأما قوله تعالى: {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} هذا حينما يبعث الكافر، ويخرج من قبره، يشخص بصره ولا يطرف بصره حتى يُعاين جميع ما كان يُكذب به من أمر البعث، كان يُكذب بأمر البعث، يقول: ما في بعث ولا جزاء، ولا حساب ولا جنة ولا نار، ولا وقوف بين يدي الله. فإذا خرج من قبره شخص بصره، فرأى كل شيء، رأى البعث أنه بعث، إنه وقف بين يدي الله، ورأى الحساب هذا معنى قوله {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} يعني لا يطرف بصره حتى يُعاين جميع ما كان يُكذب به من أمر البعث، فذلك قول الله -عز وجل- {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} كان في غفلة، ثم بعد ذلك لما بُعث صار بصره حديدا، فصار يُعاين جميع ما يُكذب به من أمر البعث، فزال الإشكال. المثال الثاني والعشرون، هذا وإن كان قصير لكن فيه بحث سيتم بحثه -إن شاءالله-، فيه كلام لعلَّنا نقف على المثال الثاني والعشرين، وهو آخر الأمثلة التي ذكرها الإمام -رحمه الله-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت فتوى ابن تيمية عن بيان هذه الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال أحد المُفسرين {رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ} في دار الدنيا {بَصِيرًا} :فما الذي صيرني إلى هذه الحالة البشعة، ويحتمل أن يكون المراد أنه يُحشَر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضًا، كما قال تعالى:{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97]. ولهذا يقول: {رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} أي: في الدنيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن ثم نأتي الآن لمن ينطق بالحقّ الإمام المهدي بوحي التفهيم من لدن حكيم عليم:
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ ربِّه وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ (127)}
صدق الله العظيم [طه].
ويا قوم لقد خلقنا الله كنفسٍ واحدةٍ يوم خلق الله أبانا آدم من التُراب وخلقنا معه مرحلة خلْقنا الأولى قبل الدخول في بطون أمهاتنا،
وقال الله تعالى:
{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}
صدق الله العظيم [النجم:32].
بمعنى أن البُشر كانوا موجودين في صُلب أبينا آدم عليه الصلاة والسلام، ومن ثم أنطقنا الله، فنطقنا جميعاً من الظهور؛ من ظهر أبينا آدم، ومن ثم أخذ الله الميثاق من البشر أجمعين وأعطيناه الميثاق فشهدنا بالحقّ،
وقال الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذَ ربّك مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
صدق الله العظيم [الأعراف].
وهُنا كان الإنسان المنوي بصيراً يوم أنطقهم الله من الظهور فأبصروا وسألهم الله:
{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ (127) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}
صدق الله العظيم.
وكان الإنسان مُبصراً في الزمن الأزلي القديم لمرحلة خلقنا الأول مع أبينا آدم وأنطقنا الله ونطقنا من الظهور وشهدنا بالحقّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم أشهدنا الله على أنفسنا، ولكننا لا نتذكر العهد هذا إلا يوم القيامة يوم تلين الذاكرة فيتذكر الإنسان كُل شيء حتى ذكر هذا العهد الأزلي، ولذلك قال الذي نكث عهده في هذه الحياة الدُنيا قال:
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ ربِّه ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ (127)} 
صدق الله العظيم [ طه].
إذاً الذُرية هي كُلها خُلقت يوم خلق الله أبانا آدم ومنه تمّ بثُّ الذُرية من نفسٍ واحدةٍ رجالاً كثيراً ونساءً، وإنما أُدخل كبذرة في حرث أمه ولكن أساس البث هو من أبينا آدم فبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، وذلك لأن جميعنا ذكرنا والأنثى موجودون في الظهور، ولا يزال لدينا براهين كثيرة وكبيرة وداحضة للجدل. فهل أيقنتَ إن البث هو انتشار الذُرية من الظهر الأصلي رجالاً كثيراً ونساءً؟
وأما قولك: "إن الله خلق بشر قبل أبونا آدم حتى يكون التجامع مع قوم آخرين بادئ الرأي"
فنقول:"حقٌ يُرادُ به باطل، أي كيف يُجامع الرجل اخته؟
وهذا حقٌ يُرادُ به باطل ما أنزل الله به من سُلطان ولم أجد له أي بُرهان في القرآن، فإن كان لديك بُرهان فأتِ به إن كنت من الصادقين.
تالله لقد ظننتُك من الأخيار السابقين الأنصار أخي المُستشار ولا يزال ظنّي فيك حسنٌ ولا أريدك أن تقتنع بغير سلطان ولا أريدك أن تُجادلني بغير سلطان جدالاً عقيماً، فكم آتيتُك من البراهين لحقيقة البث أنه ليس إرسال تلفزيوني أو ذبذبة راديو بل بث الذرية رجالاً كثيراً ونساءً بالتجانس الجنسي أو خروج الحيوان المنوي شرط أن يُمنى بلذة من الإنسان ولو لم يكن مباشرة في الرحم، فليس ذلك شرطاً بل الشرط أن يُمنى بلذة.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
كتب البيان شخصياً الإمامُ المهدي؛ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــ