أرشيف بيانات النور

مدونة عبارة عن أرشيف لبيانات النور للامام المهدي ناصر محمد اليماني للبيان الحق للقران الكريم لتيسير البحث لاولي الالباب من البشر اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

الأحد، 31 يناير 2016

بيان إلى جميع قادات الأحزاب المذهبيّة والأحزاب السِّياسيّة وإلى كافّة المسلمين في العالمين


الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 04 - 1437 هـ
31 - 01 - 2016 مـ
05:35 صباحــاً
ـــــــــــــــــــ

من المهديّ المنتظَر إلى جميع قادات الأحزاب المذهبيّة 
والأحزاب السِّياسيّة وإلى كافّة المسلمين في العالمين ..
ـــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله أجمعين في الملكوت من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأِ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..
من المهديّ المنتظَر إلى قادات الأحزاب المذهبيّة وعلمائهم والأحزاب السياسيّة وقاداتهم وإلى كافة المسلمين في العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
ويا معشر قادات الأحزاب المذهبيّة وكافّة علماء الدين في مختلف الأحزاب المذهبيّة، إنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه ربّ العالمين بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور من بعد أن ضلَلْتُم عن الهدى وتفرّقتم إلى شيعٍ وأحزابٍ بسبب الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بتأويل القرآن العظيم من عند أنفسهم؛ بل برأيهم، وبسبب اختلاف علماء الدين واختلاف تأويلاتهم نشأت الطوائف المذهبيّة في دين الله وتفرّق المسلمون إلى شِيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ونشأ التّباغض والكراهيّة بين اتّباع الطوائف المذهبيّة، ووقع المسلمون فيما حذّرهم الله منه في قول الله تعالى:
{وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
صدق الله العظيم [الأنفال:46]. 
وكذلك حذّركم الله في محكم كتابه أن تكونوا كمثل أهل الكتاب الذين اختلفوا وتفرّقوا في دين الله الإسلام فوعدهم بعذابٍ عظيمٍ. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)}
صدق الله العظيم [آل عمران].
ولا تستطيعون أن تُنكِروا أنّكم فرّقتم دينكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، أليس ذلك مخالفة لأمر الله إليكم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
صدق الله العظيم [الأنعام]؟
وكذلك خالفتم أمر الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) ۞ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)}
صدق الله العظيم [الروم].
وخالفتم أمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:153].
وخالفتم أمر الله اليكم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} 
صدق الله العظيم [الشورى]. 
فتذكّروا أمر الله المحكم في قوله تعالى:
{أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}
صدق الله العظيم،
فحتى إذا وقعتم في المحذور وتفرّقتم في دين الله إلى شيعٍ وأحزابٍ تحت مسمّى المذهبيّة وتقاتلتم فيما بينكم وسفكتم دماء بعضكم بعضاً وذهبت ريحُكم فمن ثمّ بعث الله المهديّ المنتظَر ليحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون، فينسف التعدّديّة المذهبيّة والحزبيّة في دين الله الإسلام فيُعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى فيجعلكم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ متّبعين كتاب الله القرآن العظيم والسُّنّة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، وبعث الله إليكم المهديّ المنتظَر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لنفي التعدّديّة الحزبيّة والمذهبيّة في دين الله، وزاده الله عليكم جميعاً بسطةً في العلم ليجعله قادراً على الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، ويُحِلّ لكم بعض الذي حُرِّم عليكم بسبب فتاوى الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، وبعث الله المهديّ المنتظَر رحمةً للعالمين. 
وبلغ عمر الدعوة المهديّة بداية السّنة الثانية عشرة من بدْء الدعوة المهديّة العالميّة ولا يزال علماء المسلمين وأمّتهم معرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم للدفاع عن السُّنّة النّبويّة الحقّ ونسف الأحاديث المفتراة على الله ورسوله.
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول:
"وهل الأحاديث النبويّة هي كذلك من عند الله؟".
فمن ثم نُجيب عليه بالحقّ ونقول:
ما ينبغي لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينطق عن الهوى في دين الله من عند نفسه، غير أنّ الأحاديث النبويّة لم يعِدكُم الله بحفظها من التحريف، وعلّمكم الله أن تعرضوا الأحاديث النبويّة على محكم القرآن العظيم، وأفتاكم الله أنّ الحديث النبويّ الذي جاء كم من عند غير الله ورسوله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين القرآن العظيم اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كثيراً (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)} 
صدق الله العظيم [النساء].

فانظروا يا معشر علماء الأمّة، إنَّ الله أفتاكم إنَّ الأحاديث النّبويّة ليست محفوظةً من التّحريف والتّزييف، وإنّ الله أمركم بعرض الأحاديث النبويّة على محكم القرآن العظيم فما كان منها ليس من عند الله ورسوله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، وأمركم الله أنّكم حين تجدون ما يخالف لمحكم القرآن العظيم من الأحاديث السنيّة فإنّ عليكم أن تنبذوا الحديث المفترى وراء ظهوركم وتعتصموا بحبل الله البرهان المبين المحفوظ من التحريف.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)}
صدق الله العظيم [النساء].
وربّما يودّ أحد القرآنيّين أن يقول:
"يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر، ألا ترى إنّ الله تعالى قال: 
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)}
صدق الله العظيم؟
ولذلك القرآنيّون اعتصموا بالقرآن وحده وتركوا السُّنّة نظراً لتحريفها".
فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر وأقول:
إنّما ذُكر الاعتصام بالمفرد وذلك حين تجدون ما يخالفه من الأحاديث النبويّة؛ بل أمركم الله أن تتّبِعوا كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ فهما نورٌ على نورٍ، فاتّقوا الله واتّبعوا قرآنه وبيانه في السُّنّة النبويّة الحقّ ولا تُفرِّقوا بين قول الله ورسوله، فجميع القرآن وبيانه في السُّنة النبويّة نطق بهما لسانُ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإنّني الإمام المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أني أدعو كافة المسلمين إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وبعثني الله لنسف عقائد الباطل أجمعين ونسف التعدديّة الحزبيّة والمذهبيّة في دين الله التي فرّقت شملكم وكسرت شوكتكم وجعلتكم تسفكون دماء بعضكم بعضاً بسبب حرب الطوائف المذهبيّة خصوصاً بين السُّنة والشيعة.
ولكن ضلال الشيعة والسّنة أنّ كلّاً منهم ينتظر أن يبعث الله المهديّ المنتظَر منهم متبعاً لأهوائهم!
فالشيعة ينتظرون مهديّاً منتظراً يسمّونه محمد بن الحسن العسكري شرط أن يأتي متبعاً لأهوائهم، والسّنة ينتظرون مهديّاً منتظراً منهم يسمونه محمد بن عبد الله شرط أن يأتي متبعاً لأهوائهم.
فأضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم، وما كان لله أن يبعث المهديّ المنتظَر متحزّباً مع الشيعة أو السّنة، وما كان لله أن يبعث المهديّ المنتظَر متحزباً لأيٍّ من طوائف المسلمين الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؛ بل يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد أي ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينفي التعدديّة الحزبيّة المذهبيّة في دين الله ويتبع نهج جدّه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنْ لا ينضمّ إلى أيّ طائفةٍ من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً؛
تنفيذاً لأمر ربّه في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
صدق الله العظيم [الأنعام]. 
ولو يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصراً للشّيعة أو ناصراً للسُّنّة إذاً لما زادهم إلا سفكاً لدمائهم وفساداً في الأرض كبيراً.
وأُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ أعلن الكفر لما حرّمه الله ورسوله، أيْ أعلن الكفر بالتعدديّة الحزبيّة والمذهبيّة في دين الله الإسلام ولستُ منهم في شيءٍ أجمعين 
تنفيذاً لأمر ربي في محكم كتابه:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}
صدق الله العظيم.
فلا ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يتّبع أهواءكم فيتحزّب إلى أيٍّ من أحزابكم المذهبيّة؛ بل بعثني الله لأهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ فادعوكم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، فإن كنتم مسلمين فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وليس عند الإمام المهديّ قولاً جديداً بغير ما قاله الله ورسوله؛ بل أقول لكم قال الله وقال رسوله محمد صلى الله عليه وآله الطّيّبين وجميع المؤمنين وأسلم تسليماً.
ولم يُوحَ إليّ بوحيٍ جديدٍ ولا ينبغي لي أن أقول كلمةً واحدةً في دين الله بغير ما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وجميع الأنبياء والمرسلين من قبله أجمعين.
ولا نستطيع أن ننسف التعدديّة الحزبيّة المذهبيّة في دين الله حتى تستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله ربّ العالمين فيما اختلفتم فيه في دينكم.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}
صدق الله العظيم [الشورى:10].
وما على الإمام المهديّ المنتظَر إلا أن يستنبطَ لكم حكم الله بينكم من محكم كتابه القرآن العظيم، فقولوا سمعنا وأطعنا؛ ما لم فلستُم مسلمين ولستم مؤمنين بالقرآن العظيم.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81)} 
صدق الله العظيم [النمل].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
صدق الله العظيم [النور:51]. 
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} 
صدق الله العظيم [هود]. 
أم إنّكم تنتظرون مهديّاً منتظراً متّبعاً لأهوائِكم يقول على الله ما لم يعلم، فيتّبع أمر الشيطان الرجيم الذي أمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون؟
وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}
صدق الله العظيم [البقرة].
ولكنّ الله حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنّه الحقّ من ربكم.
وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:33]. 
ألا والله الذي لا إله غيره ما سبب تفرّقِكم إلى شيعٍ وأحزابٍ إلا بسبب الذين أطاعوا أمر الشيطان وقالوا على الله ما لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم؛ بل ويقولون:
"فإن أصبتُ فمن الله وأن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان"، 
وزعموا أنّها برِئت ذمّتُهم!
فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم وفرّقوا المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ، وصرْتُم إلى ما صرْتُم إليه اليوم..
حروب فيما بينكم بسبب اختلافكم المذهبيّ،
فسحقاً لجميع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.
ويا معشر علماء المسلمين الذين اتّبعوا أئمّة الضّلال من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أنّه الحقّ من ربِّهم، فلْتعلموا علم اليقين أنّكم لا تستطيعون أن تغلبوا المهديّ المنتظَر ولو في مسألةٍ واحدةٍ من القرآن العظيم كون الله زاد الإمام المهديّ المنتظَر عليكم بسطةً في العلم، فلا تجادلوني من القرآن العظيم إلا جئتُكم بالحقّ وأحسن تفسيراً، رغم أنّي ما قط كنتُ من علماء المسلمين وما صعدتُ على منابرهم وما علّمني علوم الدين أيّ عالمٍ منهم، ولكن أفتيكم بالحقّ أنّ الذي أفتاني أنّني المهديّ المنتظَر هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لي في الرؤيا الحقّ
[أنّي المهديّ المنتظَر وأنّه ما جادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبتُه]. 
ولكنّ الرؤيا تخصّ صاحبها حتى يصدقني ربّي الرؤيا بالحقّ فتجدون أنّه حقاً لا يُجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبتُه بسلطان العلم المُبين لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين، شرطٌ علينا غير مكذوب أن نأتيكم بالبرهان المبين من مُحكم القرآن العظيم، وشرطٌ علينا غير مكذوب أن يكون البرهان واضحاً وبيِّناً ومُحكَماً لعلماء الأمّة وعامة المسلمين يفهمه ويعقله كلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ سواءً كان عربياً أو أعجميّاً كون القرآن عربيٌّ مبينٌ.
ويا معشر ملوك ورؤساء الدول العربيّة والإسلاميّة، فأصدروا أمراً إلى مفتي دياركم وهيئات علمائِكم بدولكم ومملكاتكم وقولوا لهم: "حاوروا هذا الرجل الذي يزعم أنّه المهديّ المنتظَر، فإن وجدتم أنّه ينطق بالحقّ من ربّ العالمين ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فارجعوا إلينا بالفتوى لاتّباعه فنكون من السابقين". 
وربما يردّون على رؤسائهم وملوكهم وأمرائهم فيقولون: 
"ولكنه يريدكم أن تسلّموا الخلافة له".
فمن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على ملوك ورؤساء وأمراء دول المسلمين وأقول:
هيهات هيهات فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ألا والله الذي لا إله غيره إنّ من اعترف بشأن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فإنّنا لن ننزع منه ملكه؛ بل نزيده عزّاً إلى عزّه ونجعله وزيراً للمهديّ المنتظَر على دولته ويستمر حكمه على شعبه، ولكن شرط أَن يحكم بما أنزل الله.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
 [المائدة:44].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
[المائدة:47].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
[المائدة:45].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أمّةً واحدةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جميعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} 
صدق الله العظيم [المائدة].
ويا معشر الذين يقاتلون للفوز بسلطة الحكم على شعوبهم، فلكم أنتم جاهلون!
فبالله عليكم ألستم سوف تسمّون أنفسكم المسؤولين؟
أي مسؤولون بين يدي الله هل حكمتم في شعوبكم بما أنزل الله؟ 
ويا عجبي الشديد أليس الأفضل لكم أن يكون المسلم مسؤولاً عن زوجته وأولاده بين يدي الله فقط؟
أم الأفضل أن يكون مسؤولاً بين يدي الله عن شعبٍ بأسره؟
ألا والله الذي لا إله غيره ولا يُعبد سواه لولا أنَي مجبورٌ بقبول الخلافة باختيارٍ من ربّي لهربت من المسؤولية إلا على زوجتي وأولادي.
أليس ذلك أفضل من أن أكون مسؤولاً عن العالَم بأسره؟
فوالله ثم والله إنّ همّ الخلافة لفي عظمي ودمي وإنّي لكارهٌ لها كرهاً شديداً، ولكن ليس لي الخيرة من أمري إذا قضى الله أمراً فهو من اختارني ولم أخترْ نفسي، وهو أعلم وأحكم.
وقال الله تعالى:
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)}
صدق الله العظيم [القصص:68]. 
أم تريدون أن تختاروا خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ من عند أنفسكم من دون الله؟
فهل جعلتموها ديمقراطيةً حتى في اختيار المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض؟ 
فلكم أنتم جاهلون! 
فهل الله أعلم أم أنتم؟
ما لكم كيف تحكمون؟
فمعشر الشيعة اختاروا طفلاً يدعى محمد بن الحسن العسكري، وأهل السّنة سوف يختاروا من يَحلوا لهم؛ رجلاً اسمه محمد بن عبد الله، فوالله ثم والله ما كان لكم أن تختاروا خليفة الله من دونه، وما يحق حتى لملائكة الله المقربين أن تختار خليفة الله في الأرض من دونه.
وبما أنّي أعلم علم اليقين أنّني الإمام المهديّ المنتظَر خليفةً لله في الأرض لأحكم بما أنزل الله وزادني عليكم بسطةً في العلم فإنّي أُشهد الله لو غلبني أحدُ علماء المسلمين في مسألةٍ في دين الله من القرآن العظيم فإنّ عليّ التّراجع عن ادّعاء أنّي المهديّ المنتظَر وعلى الأنصار في كافة الأقطار التّراجع عن اتّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ولكن هيهات هيهات وربّ الأرض والسّماوات!
فلو اجتمع علماء الإنس والجنّ في صعيدٍ واحدٍ ليغلبوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط من القرآن العظيم لما استطاعوا بإذن الله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، كوني لم أفترِ على ربّي أنّي المهديّ المنتظَر، ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً؟
وعليه فإني أدعو كافة مفتي ديار الشعوب الإسلاميّة وعلماءهم المشاهير أن يتنازلوا عن كبرهم وغرورهم ويدخلوا طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور ويكتبوا فقط كلمة بحثٍ (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة)، فيطّلعوا على بياناتي ما استطاعوا، ومن وجد أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ ولو في مسألةٍ واحدةٍ فليدلُ بدلوه ويذود عن حياض الدين بعلمٍ أهدى من علم الإمام ناصر محمد اليماني ويأتي بسلطان علمه من محكم القرآن العظيم، وبشرط أن لا يكون العالم جباناً بل ينزّل صورته واسمه الحقّ ويقرع الحجّة بالحجّة بسلطان العلم المبين لعلماء الأمّة وعامة المسلمين كما يفعل ناصر محمد اليماني.
وربّما يودّ أحد علماء الشيعة أن يقول:
"ولكن اسم الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري".
وربّما يودّ أحد علماء السّنة أن يقول:
"بل اسم الإمام المهديّ محمد بن عبد الله".
فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: 
ألستم متّفقين سُنّةً وشيعةً على الحديث النبويّ الحقّ عن اسم المهديّ المنتظَر أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
[يواطئ اسمه اسمي]؟
فإن استطعتم -علماء الشيعة والسّنة- أن تثبتوا من قاموس اللغة العربية أنّ التواطؤ يُقصد بها التطابق؛ فصدقتم وكذَب الإمام ناصر محمد اليماني.
ولئن اتفقتم أنّ التواطؤ يُقصد به التوافق فصدق الإمام ناصر محمد، كون الاسم محمد يواطئ في اسم
(الإمام المهدي ناصر محمد)،
أي يوافق فيه كون الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ؛ بل يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ أي ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كون سبب فتنة كثيرٍ من المسلمين عن اتّباع الحقّ هو بسبب فتنة الاسم لأنّهم يزعمون أنّ التواطؤ يُقصد به التّطابق برغم أنّ علماءهم ليعلمون أنّ التواطؤ لا يُقصد به التّطابق بل يقصد به التّوافق، فهل يعقل أن نقول تطابق فلانٌ وفلانٌ على قتل فلان؟
بل نقول تواطأَ فلانٌ وفلانٌ على قتل فلان، أو نقول توافقَ فلانٌ وفلانٌ على قتل فلان.
وعلى كل حال لقد تبيّن لكثيرٍ من علماء المسلمين وعامّتهم أنّ التواطؤ يقصد به التوافق.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
ألم يوافق الاسم محمد في الاسم (ناصر محمد)؟
وفي ذلك الحديث حكمة بالغة كون الله لن يبعث المهديّ المنتظَر بكتابٍ جديدٍ بل ناصراً لما جاءكم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قدّر الله أن يكون اسم الإمام المهديّ المنتظَر (ناصر محمد)،
ولذلك تجدونني أدعوكم جميعاً إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة بالحقّ، وما عندي غير قال الله وقال رسوله، وما عندي غير ذلك كلمة واحدة؛ بل ولا حرفٌ واحدٌ من عندي أفتي به في دين الله. 
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
ويا معشر الأنصار في مختلف الأقطار، فليتم التركيز على بياني ونشره وإرساله إلى مكاتب ملوك ورؤساء وأمراء الأمّة العربيّة والإسلاميّة ولكن عبر الوسائل الإلكترونية، ومن أراد أن يطبعه فيسلّمه خطيب جامعٍ من بيوت الله فلا مانع لدينا، وإنّما منعناكم بنشر البيانات على شكل منشوراتٍ في الشوارع العامة فهنا تُلقون بأنفسكم في شُبهةٍ أمام الأحزاب الحاكمة في كلّ دولةٍ، وليس جُبناً منّي أمرناكم بعدم نشر البيانات في الشوارع العامة بل حرصاً على أنصاري وعدم وضعهم في شُبهةٍ هم في غنىً عنها وخصوصاً في عصر اقتتال الأحزاب في بعض الدول العربيّة والإسلاميّة.
وأمّا الإمام المهديّ فلا يخاف في الله لومَة لائمٍ، فها أنا ذا أنزل صورتي الحقّ ونأمر مفتي ديار كلّ دولةٍ أن يقوم بتنزيل صورته واسمه الحقّ، وأمّا زمن الأسماء المستعارة فانتهى.
وحتى أنتم يا معشر الأنصار فلولا الخشية عليكم من مكر الأعداء لأمرنا كلاً منكم بتنزيل اسمه بدل من الاسم المستعار، حتى ولو معلومات أسمائكم الحقّ لدينا، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره لن يأتي للمسلمين والعالمين إلا بالخير وحقن دمائهم أجمعين، فلا حجّة لهم علينا وأنصارنا ولا بنسبة واحدٍ في المائة، فبلِّغوا بياني هذا ما استطعتم عبر الوسائل الإلكترونية، ومن أراد أن يطبعه فيعطيه إمامَ جامعٍ فلا مانع لدينا أو لأحد أقربائه وأصدقائه فلا مانع لدينا، وإنّما منعناكم بنشر البيانات المطبوعة على شكل منشوراتٍ وَرَقِيّةٍ في الشوارع العامة للمارّة فذلك يوقعكم في شبهةٍ أمنيّة أنتم في غنى عنها، فأطيعوني تهتدوا..
فالإمام المهديّ أعلمَ منكم وأحكمَ وحريصٌ على أمْن أنصاري أينما كانوا، ورحم الله من أُشدِدْ بهم أزري فأُشرِكُهم في أمري، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 19 يناير 2016

بيان كيف تطهر أموالك ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 04 - 1437 هـ
19 - 01 - 2016 مـ
03:57 صباحاً
ـــــــــــــــــــ

{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}
صدق الله العظيم ..
ـــــــــــــــــــ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الإنصارية
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أنبياء الله والمرسلين ومن تبعهم بإحسان إللى يوم الدين أما بعد: سؤالي هو :عن ما مدى صحة هذا الحديث وما هذا الكنز قيل :« كان ذهبا وفضة » وقيل كان مالا، وقيل كان الكنز صحفا ؟ وسلام على المرسلين والحمد الله رب العالمين 
ـــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..
وبالنسبة للرجل أبي الغلامين فكان صالحاً، فقد أخرج حقَّ الله من مالهِ فطهّره وكنَزَه لأولادهِ ولم يدُلْ عليهِ أحداً من القرية لعدم الثِّقة، وتولّى أمرَه اللهُ فأوصلهُ إلى ذريّتِهِ فوجدوه بالصّدفةِ وهو بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور.
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الخميس، 7 يناير 2016

صفات الله النفسيّة


الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 03 - 1437 هـ
05 - 01 - 2016 مـ
05:15 صباحــاً
ـــــــــــــــــ

ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
إلى العضو أمير النور الذي يجادلنا في صفات الله النفسيّة ..

ـــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والملائكة والإنس من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين وأسلّم تسليماً، أمّا بعد..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور قوماً يحبّهم الله ويحبّونه، وبالنسبة للعضو أمير النور فلم يُتِمّ الله له نوره بعد كونه لم يعرف ربه حقّ معرفته ويجادلنا في صفات الله النفسيّة.
ويا رجل، سبقت فتوانا بالحقّ أنّ لله صفاتاً ذاتيّة في هيئته فليس كمثله شيء من خلقه سبحانه العليّ الكبير، وتلك صفاتٌ ثابتةٌ. 
وأما صفات الله النفسيّة فهي تتغير في نفسه تجاه عبده بحسب ما يفعله عباده، فعلى سبيل المثال حين يحاربون رسله ويكفرون بما جاءُوا من الحقّ فهنا يقع عليهم غضبٌ من الله فيمهلهم إلى حينٍ لعلهم يستخدمون عقولهم وينيبون إلى ربهم ليبصّرهم بالحقّ من ربّهم، فمن أناب منهم إلى ربّه ليهدي قلبه بصّره الله بالحقّ.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} 
صدق الله العظيم [الشورى].
ولو شاء الله لهدى بقدرته من في الأرض جميعاً ولكنه جعل لهم عقولاً ليتفكّروا بها ويهدي إليه من أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحقّ، فبعد الإنابة والتوبة من العبد إلى ربّه فإنه يغفر ذنبه فيتبدل الغضب في نفس الله على ذلك العبد إلى رضوان الله عليه فيلين قلبه إلى ذكر ربه وتدمع عينا عبده مما عرف من الحقّ.
وبالنسبة للمؤمنين الذين يظلمون أنفسهم بأفعالٍ لا ترضي الله فحينها يكون الله ليس براضٍ في نفسه عليهم حتى إذا ذكروا الله وتابوا إليه واستغفروا لذنوبهم غفر الله لهم، فيصبح راضياً عليهم بعد أن كان ليس راضياً عليهم في نفسه.
وقال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} 
صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا رجل فانظر إلى جزائهم بعد أن كان ليس راضياً عليهم بسبب ارتكاب الفواحش والأعمال التي لا ترضي الله فبعد التوبة والإنابة تبدّل عدم الرضى عليهم في نفس الله إلى رضوانٍ ونعيم الجنان.
ولذلك قال الله تعالى:
{أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}
صدق الله العظيم.
فمن يقصد؟
إنه يقصد
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} 
صدق الله العظيم.
ويا رجل، فلو لم تتحول صفة الغضب إلى رضوان الله عليهم إذاً فلا قبول لتوبة من أذنب ما دام قد أغضب ربه بأفعالٍ لا ترضيه، ولكنّ الله تاب عليهم فتبدّل ما في نفس الله نحوهم بالمغفرة والرضوان برغم أنه كان سبحانه ليس راضياً عليهم بسبب ارتكاب الفاحشة ويظلمون أنفسهم بأعمالٍ لا ترضي الله.
فلا تستطيع يا أمير النور أن تقول بل كان الله راضياً عليهم وهم يرتكبون الفاحشة ويعملون أعمالاً لا ترضي ربهم، ثم نقول بل كان سبحانه ليس راضياً عنهم حتى إذا تابوا وأنابوا إلى ربهم فاستغفروه وعملوا عملاً صالحاً فهنا يتبدل ما في نفس الله نحوهم بالرضوان.
ولو كان بقي عدم الرضا في نفس الله عليهم من بعد توبتهم بعد أن عملوا عملاً صالحاً فهذا يعني أنّ الله لن يغفر لهم أبداً كونه سوف يستمر عدم رضوان الله عليهم بسبب أعمال السوء من قبل، فلو نتبع فتوى أمير النور ومن كان على شاكلته أنّ صفات الله النفسيّة لا تتبدل إذاً فلا قبول للتوبة إلى الله. 
ويا رجل، إن مشكلة كثيرٍ من علماء الأمّة أنهم لم يعرفوا الله حقّ معرفته كونكم لا تعلمون أنّ لله صفاتاً نفسيّة وصفاتاً ذاتيّة، فأما الصفات الذاتيّة فهي تخصّ هيئة الله سبحانه ليس كمثله شيء من عباده ولا تتبدل، ومن الصفات الذاتيّة الحياة فهو الحيّ الذي لا يموت وعباده يموتون.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)} 
صدق الله العظيم [الفرقان].
وهو العليّ الكبير فلا يتمثل إلى شيء صغيرٍ سبحانه!
كونه الله أكبر من كلّ شيءٍ في الوجود. 
ومن صفاته الذاتيّة أنه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ، والسِّنة هي الغفوة لثوانٍ فيصحو، ولا ينام كونه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ.
ومن صفاته الذاتيّة أنه لا يسهو ولا ينسى، ومن صفاته الذاتيّة أنه الأحد فليس كمثله شيءٌ ثانٍ، ومن صفاته الذاتيّة أنه لم يلد ولم يولد، ومن صفاته الذاتيّة أنه لم يتخذ صاحبةً مِن خَلْقِهِ ولا ولداً وكلّ ما في الملكوت عبيدٌ له وهو الربّ المعبود وتلك من صفات الله الذاتيّة.
ألا وإنّ صفات الله الذاتيّة لا تتغير ولا تتبدل لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأما صفات الله النفسيّة فمنها الغضب وعدم الرضا وتتبدل في نفسه تجاه عباده بحسب ما يفعلون فمن أغضب ربه بارتكاب أعمالٍ يعلم أنّه حرّمها الله على عباده فهنا يغضب من عبده حتى إذا بدّل الأعمال السيئة بالحسنة فمن ثمّ يبدّل الله سيّئاتهم بالحسنات فيرضى عنهم ويغفر لهم، ويتبدّل ما في نفس الله نحوهم من عدم الرضا إلى الرضوان والمغفرة.
ويا أمير النور، والله ثمّ والله إنّك وكثيرٌ من علماء الأمّة ما عرفتم الله حقّ معرفته ولذلك لم تعرّفوا الله لعباده حقّ معرفته فتعلِّموا الناس أنّه أرحم الراحمين، ولكنّ أمير النور يفتي أنّ رحمة الله في نفسه ليست كمثل رحمة الرحماء من عباده، ويا سبحان الله!
ألم يقل الله على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام:
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
صدق الله العظيم [يوسف]؟
أي أرحم بأولاده من أبيهم، فالرحمة هي الرحمة، ولكن يكمن الفرق في أنّ الله أرحم من كافة الراحمين في عبيده أجمعين، وهذه من صفات الله النفسيّة.
وكذلك الكرم من صفات الله النفسيّة، ولكن الفرق يكمن أنّ الله أكرم الأكرمين من عباده أجمعين، وكذلك صفة العفو والغفران من صفات الله النفسيّة وتوجد نفس صفة العفو في بعض أنفس عباده، ولذلك علَّم الله عباده أن يقولوا:
{أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:155].
وكذلك من صفات الله النفسيّة الغضب والحسرة والحزن والفرح والرضا، وتلك صفاتٌ تتحول في نفس الله تجاه عباده بحسب ما في أنفسهم، ولا يُغيّر الله ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فمن بدّل نعمة الله كفراً غضب الله عليه ونزع منه نعمته وأدخله نار الجحيم وحرمه جنات النعيم.
ويا أمير النور، لن تجد كمثل الإمام المهديّ الخبير بالرحمن يعرّف لكم صفاته بالحقّ النفسيّة ومؤمناً بصفاته الذاتيّة أنْ ليس كمثله شيءٌ سبحانه!
وأفتيكم بالحقّ أنّ صفات الله النفسيّة متشابهةٌ بين العبيد والربّ المعبود، فهو يحبّ ويكره ويرضى ويحزن ويتحسّر ويتأسّف!
ألم يقل الله تعالى:
{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)}
صدق الله العظيم [الزخرف]؟
فمن الذين سببوا الأسف في نفس الله؟
إنهم القوم الذين ظلموا أنفسهم وما الله يريد ظلماً للعباد، فلا يحبّ الله أن يظلموا أنفسهم ولا يحبّ أن يظلمهم فلا يظلم ربك أحداً. ولكن فليعلم الجميع أنّ صفات الله النفسيّة لا يحبّ أن يسمّى بها كلها؛ بل فقط ما يحبّه الله من صفاته النفسيّة كمثل صفة الكرم ولذلك نقول عبد الكريم، وكذلك صفة الرحمة ولذلك نقول عبد الرحيم، وكذلك صفة الغفران ولذلك نقول عبد الغفور، وكذلك صفة العطاء ولذلك نقول عبد المعطي، وكذلك صفة الحلم ولذلك نقول عبد الحليم، وكذلك صفة رضوان نفس الله النعيم الأعظم من جنات النعيم ولذلك تجدنا نقول عبد النعيم.
ولكن لا يحبّ الله أن يُسمّى بصفاتٍ هو لا يحبها كمثل صفة المكر فلا نقول عبد الماكر؛ برغم أنّ المكر بالحقّ من صفات الله النفسيّة.
ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}
صدق الله العظيم [الأنفال].
ولكن الله لا يحبّ أن يُسمّى بهذه الصفة برغم أنها من صفاته النفسيّة ولكنه لا يحبّها كونه لا يريد المكر بعباده ولا يريد لهم العذاب.
وكذلك صفة الغضب من صفات الله النفسيّة، ولكنه لا يحب الغضب على عباده فمن أغضبه ومات على ذلك عذّبه في نار الجحيم، فلا نقول عبد الغضب كون هذه الصفة النفسيّة لا يحبّها الله، وإنما يبعث الغضب في نفسه بسبب أعمال عباده وكفرهم به فيغضب على الكافرين كونه لا يرضى لعباده الكفر ويرضى على الشاكرين. 
وصفة الرضوان على عباده هي من أحبّ صفات الله النفسيّة إليه.
وقال الله تعالى:
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}
صدق الله العظيم [الزمر:7].
وجميع أسماء الله عظمى فمنها أسماء لذاته ومنها أسماء لصفاته النفسيّة، ومن أسماء ذات الله اسم الله والرحمن والقدوس العليّ الكبير، وعلى كل حالٍ نعود لصفات الله النفسيّة؛ المقت فهو يمقت من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ.
وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)}
صدق الله العظيم [غافر].
والفرق أنّ مقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم أي أكبر من مقت المؤمن للكافر برغم أنه نفس المقت غير أنّ مقت الله أكبر من مقت المؤمنين للكافرين رغم أنّ مقت المؤمنين على المعرضين عن الحقّ من ربهم هو مقتٌ كبيرٌ في أنفسهم ولكنّ مقت الله أكبر من مقتهم للمعرضين.
وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)} 
صدق الله العظيم [غافر].
ويا أمير النور، رجوت من الله أن يتمّ لك نورك ويهديك إلى سواء السبيل، فقد تجاوزت في حقّ ربك بنفي صفة الرحمة أنها ليست الرحمة التي نشعر بها في قلوبنا. ويا رجل، ألم يقل الله أنه أرحم الراحمين؟
بمعنى أنها نفس الصفة التي يشعر بها الرحماء من عباده ولكنها في نفس الله أكبر والفرق يكمن في أنّ الرحمة في نفس الله أكبر برغم أنها نفس الشعور النفسيّ لدى الرحماء ولكنه أرحم الراحمين، أي أشدّ رحمةً من كافة عبيده الرحماء، سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
وبسبب صفة الرحمة في نفسه نجده متحسراً وحزيناً على كافة الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعا عليهم الرسل فاستجاب الله لهم فأهلك عدوهم وأورثهم الأرض من بعدهم، ولكن صفة الحسرة في نفس الله لن تحدث في نفسه حتى تحدث في أنفسهم. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)} 
صدق الله العظيم [الزمر].
ولكن تحسّرهم على ما فرطوا في جنب ربهم هو بعد أن انتقم الله منهم، فحتى إذا حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم فهنا تحدث الحسرة في نفس الله عليهم.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)}
صدق الله العظيم [يس].
فانظر، إنّه يتحسر على الذين كذبوا برسله فأهلكهم فأصبحوا نادمين متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربهم، وسبب تحسّره عليهم كونها حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم.
فقال كلٌّ منهم :
{يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} 
صدق الله العظيم.
ويا أمير النور، إنّ للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره غايةً محصورةً في نفس الله وهي تحقيق رضوان نفس الله على عباده، ونسعى الليل والنهار لنجعلهم بإذن الله من الشاكرين لربهم فيرضى عنهم كون الله يرضى لعباده الشكر.
وهدف خصمنا الشيطان الرجيم وأنصاره كذلك في نفس الله فتجدهم يسعون الليل والنهار بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ أن لا يكون عباد الله شاكرين، كون الله يرضى لعباده الشكر ولكنهم كرهوا رضوانه ويناضلون لعدم تحقيقه في نفس الله من قبل عباده، ويريد شياطين الجنّ والإنس أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على الكفر حتى يغضب الله في نفسه على عباده، كونهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر ولذلك يناضلون بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ بعدم تحقيق رضوان الله على عباده،
ولذلك قال الشيطان في قصص القرآن:
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} 
صدق الله العظيم [الأعراف].
وذلك كون الله يرضى لعباده الشكر.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)} 
صدق الله العظيم [الزمر].
وبما أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك تجد الشيطان وحزبه من شياطين الجنّ والإنس يسعون إلى عدم تحقيق رضوان نفس الله على عباده ويريدون أن يجعلوهم أمّةً واحدةً على الكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني نسعى الليل والنهار لتحقيق رضوان نفس الله على عباده ونريد أن نجعلهم أمّةً واحدةً على الشكر لله، كونه يرضى لعباده الشكر. 
فأيّ الحزبين أهدى يا أمير النور؟
فاتقِ الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وكن من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فلست أنت هو؛ بل الذي زاده الله عليكم بسطةً في علم القرآن العظيم، فلا تكن فتنتك كمثل فتنة الشيطان وهو كرسيّ الخلافة الذي أكرم الله به خليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فأغضب ذلك الشيطان كونه يرى أنه أحقّ بتكريم كرسي الخلافة.
وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} 
صدق الله العظيم [الإسراء].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الداعي إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

الاثنين، 4 يناير 2016

بيان إنّما بعث الله الإمام المهديّ ليعلّم الناس بحقيقة اسمه الأعظم ليقدروا ربّهم حقّ قدره فيعرفوه حقّ معرفته ..


الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 03 - 1437 هـ
04 - 01 - 2016 مـ
07:25 صباحــاً
ـــــــــــــــــ

إنّما بعث الله الإمام المهديّ ليعلّم الناس 
بحقيقة اسمه الأعظم 
ليقدروا ربّهم حقّ قدره فيعرفوه حقّ معرفته ..
ـــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونصلّي عليهم أجمعين، أمّا بعد..
قال الله تعالى: 
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)} 
صدق الله العظيم [الحديد].
ويا معشر المسلمين، والله الذي لا إله غيره إنّ الله يخاطبكم أنتم في عصر بعث المهديّ المنتظَر أن لا تكونوا كمثل المؤمنين من أهل الكتاب الذين طال عليهم الأمد ببعث خاتم الأنبياء والمرسلين فقست قلوبهم عن ذكر الله، وأنتم طال عليكم الأمد والانتظار الطويل لبعث المهديّ المنتظَر فقستْ قلوبكم عن ذكر الله القرآن العظيم، وبعثَ اللهُ الإمام المهديّ ليذكّركم بالقرآن العظيم ويعلّمكم بحقيقة اسم الله الأعظم حتى تقدّروا ربكم حقّ قدره، كونكم مؤمنون بهذا القرآن العظيم الذي نذكّركم به ليلاً ونهاراً على مدار احدى عشرة سنة وبدأنا في السنة الثانية عشرة من عمر الدعوة المهديّة العالميّة، ولذلك يخاطبكم الله يا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم، 
ويقول الله تعالى مخاطبكم: 
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)} 
صدق الله العظيم [الحديد].
ويا معشر المسلمين، إنكم لتسألون بعضكم بعضاً عن حاله لمن يعزّ عليكم، فهل أردتم السؤال عن حال الله؟ 
فقد أخبركم الله في محكم كتابه عن حاله أنّه متحسّرٌ وحزينٌ على كافة الأمم الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وهم كافرون فأصبحوا نادمين متحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربهم.
وربّما يودّ أحد المؤمنين بالقرآن العظيم أن يقول: 
"يا ناصر محمد اليماني، فأين الخبر في محكم الذكر الذي أخبرنا الله عن حاله أنه متحسّرٌ وحزينٌ على كافة أمم الأنبياء الذين أهلكهم الله؟". 
فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: 
لسوف أترك الجواب من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب ليخبركم عن حاله سبحانه 
وقال الله تعالى: 
{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ (32)} 
صدق الله العظيم [يس]، 
فهل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ وتفصيلٍ! 
بل هي من أشدّ الآيات المحكمات البيّنات وضوحاً للسائلين عن حال الله أرحم الراحمين.
وربّما يودّ أحد السائلين من علماء الأمّة أن يقول: 
"يا ناصر محمد اليماني، كيف يتحسّر الله على القوم الكافرين؟". 
فمن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: 
إنّ الحسرة في نفس الله عليهم لن تحدث أبداً ما داموا مصرين على كفرهم بالله ورسله؛ بل فقط حين يتبدّل الكفرُ بالإيمان بالله ورسله فيصبحوا نادمين متحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، فهنا تحدث الحسرة عليهم في نفس الله كونهم لم يعودوا مصرين على كفرهم، فيقول كلُّ من كان كافراً: 
{يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)} 
صدق الله العظيم [الزمر]، 
وبما أنّ الحسرة على ما فرّطوا في جنب ربّهم جاءت بعد وقوعهم في العذاب الأليم فبعد أن تحسّروا على ما فرّطوا في جنب ربّهم فكذلك حدثت الحسرة عليهم في نفس الله كونهم لم يعودوا مصرين على تكبرهم وكفرهم. 
ولذلك قال الله تعالى: 
{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ (32)} 
صدق الله العظيم [يس].
وأما سبب الحسرة في نفس الله وذلك كونه الله أرحم الراحمين ولكنهم من رحمته يائسون، وذلك سبب ابقائهم في العذاب الأليم كونهم لا يزالون ظالمين لأنفسهم بسبب اليأس من رحمة الله أرحم الراحمين. 
وقال الله تعالى: 
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77)} 
صدق الله العظيم [الزخرف].
بل يدعون خزنة جهنم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم ولو يوماً واحداً فقط من العذاب. 
وقال الله تعالى: 
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} 
صدق الله العظيم [غافر].
فهل تعلمون ما يقصده الملائكة بقولهم: 
{فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} ؟ 
أي فادعوا الله مباشرةً وما دعاء الكافرين لعباده من دونه إلا في ضلالٍ. 
ولم يفقه الكافرون ما يقصده الملائكة؛ بل ظنّوا أنهم يقصدون أنّه لا فائدة من الدعاء فزادهم ذلك يأساً من رحمة الله برغم أنهم قالوا لهم: 
{فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} 
أي: 
"فادعوا الله هو أرحم الراحمين وسوف تجدونه أرحم بكم منّا لو سألتموه رحمته، أما نحن فلا نجرؤ أن نشفع لكم بين يدي الله أرحم الراحمين، فقدّروا ربكم حقّ قدره ولا تستيئسوا من رحمته". 
فذلك ما يقصده الملائكة بقولهم: 
{فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)}، 
أي فادعوا الله أرحم الراحمين. 
ولكن للأسف لم يفقهوا نصيحة الملائكة، ومن كان في هذه أعمى لا يفقه فهو كذلك في الآخرة أعمى ولا يفقه الحقّ، وذلك سبب بقائهم في العذاب الأليم.
ويا معشر عباد الله من الجنّ والإنس بما فيهم شياطين الجنّ والإنس جميع الذين أسرفوا على أنفسهم فقنطوا من رحمة الله، استجيبوا لنداء الله الشامل في محكم القرآن العظيم إلى كافة عبيده في الملكوت دون استثناء أيّ عبدٍ حتى إبليس، فكافة شياطين الجنّ والإنس يشملهم نداء الله الشامل إلى كافة العبيد 
في قوله تعالى: 
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} 
صدق الله العظيم [الزمر]، 
كون الله ليفرح فرحاً عظيماً بتوبة عبده ويحزن عليه لئن أوقع نفسه في العذاب الأليم لأنه الله أرحم الراحمين.
وأمّا حقيقة اسم الله الأعظم فهي أعظم آيةٍ على الإطلاق أيّد الله بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
وهذه الآية ينزّلها الله فقط في قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه من الذين وعد الله ببعثهم في محكم كتابه لنصرة الإمام المهديّ ولشدّ أزره ونشر دعوته، فيشعرون جميعهم بشعورٍ واحدٍ موحّدٍ أنّ ربّهم لا ولن يرضيهم بالجنّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً. 
بل أقسم بالله العظيم البار الرحيم من يحيي العظام وهي رميمٌ ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لو يسكنهم الله في أعلى غرفةٍ في جنات النعيم طيرمانة الجنة أقرب غرفةٍ إلى عرش الرحمن إنّهم لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم! 
وحتى لو يجعلهم جميعاً أحبّ إلى نفسه من كافة عبيده في الملكوت فإنّهم لن يرضوا حتى يرضى! 
وحتى لو يؤيّد كلّاً منهم بأمر الكاف والنون فيقول للشيء كن فيكون فإنهم لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم لا متحسّراً ولا حزيناً! 
فهم على حقيقة قسمي هذا لمن الشاهدين، رغم أني لا أعرف كثيراً منهم، ولكنهم هم الذين يعلمون بما في أنفسهم وربّهم بهم عليمٌ.
وتعالوا لنزيدكم عنهم علماً بالحقّ، فحتى لو علموا علم اليقين أنّ رضوان نفس الله على عباده يستحيل أن يتحقق أبداً خالداً مخلداً إلى ما لا نهاية فسوف يقولون:
"يا إله العالمين، لنا منك طلبٌ أن تبقينا بين الجنة والنار نبكي بكاءً مستمراً بدمعٍ منهمرٍ خالدين ما دمت متحسّراً وحزيناً، أمّا أن نرضى بنعيم الجنّة وأحبَّ شيءٍ إلى أنفسنا متحسّراً وحزيناً فنعوذ بك ربنا أن نرضى بنعيم جنتك حتى ترضى، ولن نبدّل تبديلاً "
على إصرارٍ واحد في قلوبهم خالداً مخلداً حتى يرضى ربهم! 
وهل تدرون لماذا؟ 
وذلك لأنهم علموا علم اليقين وهم لا يزالون بالحياة الدنيا أنّ رضوان نفس ربّهم على عباده لهو النعيم الأعظم من جنته؛ أي النعيم الأكبر من نعيم جنته. 
تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} 
صدق الله العظيم [التوبة].
وأُذكّر بقوله تعالى: 
{وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} 
صدق الله العظيم، 
أي رضوانُ الله على عباده هو النّعيم الأكبر من جنته. 
وتلك هي حقيقة اسم الله الأعظم جعله الله صفةً لرضوان نفسه، ولذلك يوصف بالاسم الأعظم، فلا يقصد أنه أعظم من أسماء الله الحسنى سبحانه؛ بل يوصف بالأعظم كونه النعيم الأعظم من نعيم جنته. 
وهذه الحقيقة تتنزّل في قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور، فمن ثمّ يعلمون علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب بسبب تنزيل حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبهم من ربّهم آيةَ التصديق للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ألا والله الذي لا إله غيره لا يعدلها كافة آيات الله بالملكوت كلّه حتى الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض لا تعدلها شيئاً! 
كون الآية هي حقيقة اسم الله الأعظم .
ولذلك تجدونهم لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض حتى يرضى كون رضوان نفس ربّهم هو النعيم الأعظم وتعلمُ به قلوبُهم علم اليقين، وهم على ذلك من الشاهدين. 
ويرون كأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بألسنتهم بالحقّ كما يشعرون لا شكّ ولا ريب، ولذلك علموا بأنّه هو المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب فتجدونهم يسارعون إلى نصرته لشدّ أزرِ دعوته، ولم يهِنوا ولن يستكينوا من الدعوة والتبليغ للعالمين ليلاً ونهاراً ما استطاعوا بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ، فإذا كان ناصر محمد اليماني مجنوناً في نظر الذين لا يعقلون فهل يعقل أنّ كلّ هؤلاء مجانين الذين ينطقون بمنطقٍ واحدٍ فيقسمون بالله العظيم أنهم لن يرضوا بنعيم جنات النعيم والحور العين حتى يرضى في نفسه من هو أحبّ إلى أنفسهم من الجنة والحور العين؟؟ 
وذلك من عظيم حبّهم لربهم فلن يرضوا حتى يرضى، أولئك قومٌ يحبهم الله ويحبونه الذي وعد الله ببعثهم 
في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} 
صدق الله العظيم [المائدة]، 
ولكنه يقصد بذكر الجهاد هنا أي جهاد الدّعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربّهم فلا يخافون لومة لائمٍ على الدعوة إلى الحقّ.
وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: 
"يا ناصر محمد، إنّ اسم الإمام المهديّ محمدٌ وأنت ناصر محمد". 
ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد على السائلين ونقول: 
لكم أفتيناكم تكراراً ومراراً أنّ حديث التواطؤ الحقّ لا يقصد به التطابق؛ بل يقصد به التوافق، 
بمعنى: إنّ الاسم محمد يواطئ في اسم الإمام المهديّ أي يوافق فيه كون الله لن يبعث الإمام المهديّ بدينٍ جديدٍ ولا بكتابٍ جديدٍ بل ناصرَ محمد أي ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيدعوكم إلى الاعتصام بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وما خالف لمحكم القرآن من الأحاديث فاعتصموا بالقرآن العظيم وذروا ما يخالفه وراء ظهوركم، كون ما خالف لمحكم القرآن فليس من عند الله ورسوله لأنّ نبي الله لا ينطق عن الهوى في دين الله. 
فاتقوا الله وأطيعون لعلكم ترحمون، واستجيبوا لدعوة نفي الحزبيّة والمذهبيّة في دين الله حتى نوحّد صفّكم ونجمع شملكم فنعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى إن كنتم مؤمنين بما تنزّل على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وكافة المرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين وأسلّم تسليماً.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.