الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 12 - 1429 هـ
18 - 12 - 2008 مـ
21 : 03 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر " 6 "
سؤالٌ إلى السائل والإجابة على سؤاله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد..
إليك سؤالي أيها السائل والسؤال هو:
هل الله سُبحانه وتعالى قال لملائكته بأنه جاعلٌ في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى خليفةً فإذا سوّاه ونفخ فيه من روحه أمرهم الله أن يكونوا له ساجدين؟
وأعلم بجوابك علينا وسوف تقول
قال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}
صدق الله العظيم [البقرة]
فانظر لقول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}
صدق الله العظيم
وكذلك إلى قول الله تعالى:
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّة وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشّيْطان عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}
صدق الله العظيم
فتدبر كافة الآيات التي وردت في هذا الشأن وسوف تعلموا ما لم تكونوا تعلمون، فتدبروا الآيات المُحكمات التي وردت في أم الكتاب في هذا الشأن وسوف تعلمون،
قال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}
صدق الله العظيم [البقرة]
وقال تعالى:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
صدق الله العظيم [آل عمران:59]
وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
صدق الله العظيم [النساء]
كما قال:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
صدق الله العظيم [الحجرات:13]
وقال تعالى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}
صدق الله العظيم [الأعراف:189]
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
صدق الله العظيم [الأعراف]
كما قال في الآية الأخرى:
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
صدق الله العظيم [طه:55]
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ (44)}
صدق الله العظيم [الحجر]
وقال تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}
صدق الله العظيم [الإسراء]
وقال تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}
صدق الله العظيم [الكهف:50]
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122)}
صدق الله العظيم [طه]
ومن بعد التدبر سوف تعلمون ما لم تكونوا تعلمون بما يلي:
1- إن الله لم يجعل آدم خليفة في جنة المأوى عند سدرة المُنتهى بل جعله خليفة في الأرض، بمعنى أنه توجد لله جنة في الأرض بلا شك أو ريب وهي التي جعل الله فيها خليفة على من كان فيها من الجن، وكذلك أمرالملائكة بالطاعة لخليفة ربهم سجوداً لله، ويُستنبط من تلك الآيات دليل الخلافة أنها في الأرض من بادئ الأمر
والدليل قول الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}
صدق الله العظيم
ومن ثم نستنبط بأن هذه الأرض فيها جنة لله
والدليل قول الله تعالى:
{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنَّة فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
2 - ثم نستنبط أن الله قد أمر إبليس بالخروج منها ثم طلب من الله أن ينظره فيها حتى يفتن من كرمه الله عليه وطلب الشيطان من الله هذا الطلب من باب التحدي لئن أخره ثم أجابه الله لطلبه وحذر آدم منه وقد سمع آدم التحدي من إبليس وإعلان العداوة لآدم وزوجته وذريتهم أجمعين
ويستنبط ذلك من قول الله تعالى:
{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122)}
صدق الله العظيم [طه]
ولكن الله وعد الشيطان ليخرجنه منها مذموماً مدحوراً بهزيمة نكراء ومن ثم يدخله جهنم وساءت مصيراً،
وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)}
صدق الله العظيم [الأعراف]
ومن ثم يتبين لكم أن الخروج من الأرض إلى الأرض أي من الداخل إلى الخارج، وذلك هو الهبوط من معيشة النعيم إلى الحضيض في المعيشة، وفي الحقيقة هو الخروج من الجنة إلى حيث أنتم في كبد وعناء وشقاء، وذلك لأن الله أنظر إبليس في هذه الجنة حسب طلبه من باب التحدي لإن أخره الله ليفتن آدم وزوجته فيجعلهم يطيعون أمر إبليس ويعصوا أمر ربهم ثم أجاب الله طلب إبليس ومن ثم حذر الله آدم وزوجته من إبليس أن لا يخرجهم من العز إلى الشقى
ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121)}
صدق الله العظيم [طه]
ويا معشر المُسلمين والناس أجمعين ذلك هو الشيطان بذاته هو المسيح الدجال ولا يزال في جنة الله في الأرض من تحت الثرى وتلك هي جنة الفتنة وفيها المسيح الدجال يريد أن يفتنكم بها ولكن الله وعدكم بها في الدُنيا من قبل جنة الآخرة فيحييكم فيها حياة طيبة في أرض لم تطؤوها فيرثكم الله أرضهم وديارهم في الدُنيا
تصديقاً لوعد الله للمُسلمين في قول الله تعالى:
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}
صدق الله العظيم [الأحزاب:27]
وتلك الأرض هي الأرض التي لم تدعسها قدم مُسلم من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن أطعتم الشيطان وعصيتم خليفة الله الإمام المهدي ذهبت عنكم فلا يعدكم الشيطان إلا غروراً، فإن أطعتم المسيح الدجال الذي هو ذاته الشيطان الرجيم فلن تنالوها وقد كانت في يد آدم وزوجته حتى إذا عصوا أمر ربهم وصدقوا الشيطان خرجوا مما كانوا فيه من العز، وكذلك أنتم لئن عصيتم أمر الله وصدقتم الشيطان الرجيم فلا يفتنكم بها الشيطان كما أخرج أبويكم فقد حذركم الله فتنته
وقال الله تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)}
صدق الله العظيم [الأعراف]
وقد علمكم محمد رسول الله عن يوم هذه الأرض التي يسكنها وقال محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
[أن يوم الدجال كسنة من سنينكم]
وقال عليه الصلاة والسلام
[يومه كسنة]
أي يومه كسنة من سنينكم.
ويا أيها الناس إنما أكلمكم بالعلم الحق الذي سوف تجدونه الحق على الواقع الحقيقي وأنتم لا تزالون في الدُنيا ولا أتبع خزعبلاتكم التي لا يقبلها العقل والمنطق وقد فصلنا لكم جنة الفتنة التي كانت سبب فتنة آدم فحرص عليها وعلى البقاء فيها وإنما خوفه الشيطان أن الله لم ينهاه عن تلك الشجرة حتى لا يكونا ملكين خالدين في ذلك النعيم الذي هم فيه وحرصاً على ذلك أكلا من الشجرة، فلا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة إني لكم ناصح أمين، وهذه الجنة هي من تحت الثرى وهي لله
تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}
صدق الله العظيم [طه:6]
ولها مَشْرِقان من جهتين مُتقابلتين وهي الأرض ذات المشرقين ومَشْرقاها هما ذاتهما مَغْرِباها وربهما الله وليس عدوه وعدوكم المسيح الدجال
تصديقاً لقول الله تعالى:
{رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ}
صدق الله العظيم [الرحمن:17]
بمعنى أن لها بوابتين إحداهما في أطراف الأرض جنوباً والأخرى في منتهى أطراف الأرض شمالاً، وأعظم بعد بين نقطتين في هذه الأرض هو بين هاتين البوابتين
تصديقاً لقول الله تعالى:
{حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}
صدق الله العظيم [زخرف:38]
وذلك لأن أعظم بعد بين نقطتين في هذه الأرض هي بين نقطتي المشرقين لأنهما في جهتين مُتقابلتين وتشرق عليها الشمس من البوابة الجنوبية فتخترق أشعة الشمس هذه الأرض المفروشة حتى تخرج أشعتها من البوابة الشمالية نظراً لأن هذه الأرض مُستوية التضاريس قد مهدها الله تمهيداً وفرشها بالخضرة فمهدها تمهيداً فتراها بارزة وليس لها مناكب مختفية بل بارزة مستوية فرشها الله بالخضرة ومهدها تمهيدًا
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)}
صدق الله العظيم [الذاريات]
بمعنى أنه جعلها بارزة ممهدة إذا كان أحدكم في إحدى بوابتيها فإنه سوف يرى الشمس في السماء مقابل بوابتها الأخرى وذلك هو وصف تضاريسها
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}
صدق الله العظيم [الذاريات]
تلك الأرض التي وضعها الله للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}
صدق الله العظيم [الرحمن]
وأذكركم قول الله تعالى:
{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
صدق الله العظيم،
فها هي الأرض التي لم تطؤها نفق في الأرض أمامكم بين أيديكم من آيات الله من آيات التصديق لهذا القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً فبأي نعم الله تُكذبان يا معشر الكفار من الإنس والجان؟
قال تعالى:
{فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون}
صدق الله العظيم.
وأرى الجاهلين منكم يُكذبونني بسبب لماذا لا أظهر لهم برغم أني أخاطبهم بكلام الله الذي هم به يؤمنون فكذلك يتخذونه مهجوراً ثم يكذبونني ويحاجونني لماذا لم أظهر فأواجههم؟
وهل لو ظهرت لهم سوف أقول لهم كلاماً غير هذا فيصدقونني؟
وما الفرق بين ظهوري ما داموا لم يصدقوا بالحق بين أيديهم وليس مكتوباً على جبيني الإمام المهدي المُنتظر، وإنما أنا بشر مثلكم أعلمكم البيان الحق للقرآن فأستنبطه من ذات القرآن، أم إنكم لا تُصدقوا بأرضٍ هي نفق في الأرض لم تطؤوها يا معشر المُسلمين، وفيها من آيات الله؟
تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ}
صدق الله العظيم [الأنعام:35]
وأني أريد أن أغزوها فلا ننتظر حتى يغزونا المسيح الدجال خشية أن يجعل الناس أمةً واحدةً على الكفر نظراً لفتنة الملكوت الذي أخرجكم منه.. وإنا فوقهم قاهرون،
ويريد الله أن يجعلكم أمة واحدة على الحق، ولو يدعوكم المسيح الدجال إلى الكُفر بالله يا معشر هذه الأمة لاتبعتموه نظراً لفتنة المُلك الذي في هذه الأرض، وإنما هي زينة الحياة الدُنيا وزُخرفها ولا يريد الشيطان أن يدخلها إلا من كفر بالله واتبعه وعصى الإمام المهدي المُنتظر، وأقسم برب العزة والجلال لأخرجنّه منها بقدرة الله مذموماً مدحوراً هو وجميع جيوشه الذي يعدهم من ذُريات البشر من اليهود آباءهم من البشر وأمهاتهم إناث من شياطين الجن فيجامعوهن من الذين غيروا خلق الله، فيلدن عند المسيح الدجال الشيطان الرجيم، فإنا فوقهم قاهرون بإذن الله العزيز الحكيم، فيَّورثنى الله ومن معي أرضهم وديارهم وأموالهم بأرض لم تطؤوها تصديقاً لوعد الله بالحق:
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً}
صدق الله العظيم [الأحزاب:27]
فأما قوله:
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}
فهو يخص رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن معه،
وأما قول الله تعالى:
{وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً}
فهو يقصد الإمام المهدي وحزبه الذين هم أنفسهم حزب محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وجميعنا حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون، ويورثنا ملكوت تلك الأرض من الديار والأموال، هي الأرض التي وعدكم الله بها ولم تطأها قدم مُسلمٍ من الأميين بعد، وتلك هي جنة الفتنة قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وزخرف ومعارج عليها يظهرون تسلط عليها المسيح الدجال الذي يدعو الناس إلى الكفر بالله الحق، ويدعي الربوبية بغير الحق، ويعد الكُفار بدعوة الحق بهذه الديار التي أسقفها من الفضة وأبوابها من الذهب، ويريد أن يجعل الناس أمة واحدة على الكُفر، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً،
وذلك البيان الحق لقول الله تعالى:
{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}
صدق الله العظيم [الزخرف]
ولولا فضل الله عليكم يا معشر المُسلمين ببعث المهدي المُنتظر بالبيان الحق للقرآن العظيم لاتبعتم الشيطان مع الناس إلا قليلاً، وذلك لأن الشيطان هو المسيح الدجال ذاته الذي يريد أن يجعل الناس أمة كافرة واحدة، فابتعثني الله له بالضد فأجعل الناس بإذن الله أمة واحدة على الهُدى على صراطٍ مُستقيم، فيحشر الله لعبده جنوده من البعوضة فما فوقها ولما زاد مُسلمي اليوم إلا كفرا وإنكارا للحق نظراً لتغيير ناموس آيات التصديق بالكتاب، وافتروا على الله أنه يؤيد دعوة الباطل بآيات التصديق من عنده كقولهم أن الله يؤيد المسيح الدجال بالآيات من عنده سبحانه، فكيف يؤيد الباطل بآيات التصديق أفلا تعقلون؟؟
فإذا لو يؤيد الله الإمام المهدي بجنوده من البعوضة وما فوقها من خلق الله في السماوات وفي الأرض ضد المسيح الدجال وجيوشه إذا لقال المُسلمون إن الإمام المهدي هذا الذي أيده الله بهذه الآيات كُلها إذاً هو المسيح الكذاب!!
برغم أني لن أدعي الربوبية، وأعوذ بالله..
ولكنهم لن ينظروا لدعوتي الحق بل سوف ينظرون لكثرة آيات التصديق من السماء والأرض، فيحشر الله عليهم جُنود المهدي المنتظر من جميع أقطار السماوات والارض إذا لقالوا إن المهدي هذا الذي أيده الله بكل هذه الآيات إذاً هو المسيح الدجال الذي حذرنا منه محمد رسول الله وأخبرنا بأن الله سوف يعطيه ملكوت كُل شيء،
إذاً لن تزيدكم آيات التصديق إلا كفراً يا معشر مُسلمي اليوم،
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:111]
والسبب هو أنكم غيرتم ناموس الحق في الكتاب وصدقتم الباطل وكذبتم الحق واتبعتم الباطل المُفترى، وأُقسم بالحق والحق أقول أن الذين يعتقدون بأن الله يؤيد الباطل بآياته أنهم أشد كفراً بالحق في الكتاب، بل الكفار في الأمم الأولى أعقل منهم حتى فرعون أعقل من المُسلم الذي يعتقد أن الله يؤيد بآياته تصديقاً للباطل، بل فرعون أعقل منه لأنه يعلم إنما آيات التصديق يؤيد بها الرب الحق لأوليائه تصديقاً لدعوتهم إن كانوا على الحق، فانظرا لرد فرعون على رسول الله موسى الذي يدعوه إلى رب العالمين:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)}
صدق الله العظيم [الشعراء]
فانظروا لرد فرعون على موسى
{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)}
صدق الله العظيم
وذلك لأن رب موسى إذا كان حق فسوف يؤيد دعوة الحق بمعجزة التصديق، ولذلك حكم فرعون لئن جاء بآية التصديق من ربه الذي بعثه بالحق فقد أصبح من الصادقين، ولذلك كان رد فرعون على موسى بل وجعله حكماً مُسبقاً بينهم بالحق قبل أن يريه موسى
{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)}
صدق الله العظيم.
وأما أنتم يا معشر المُسلمين الذين يعتقدون أن الله يؤيد بآياته تصديقاً لدعوة الباطل وكذلك تصديقاً لدعوة الحق فأولئك الأنعامُ أعقل منهم بل هم أضل سبيلاً...
ونسفتُ هذه العقيدة المُنكر إيمانهم بربهم فكفروا بجميع آياته التي لا يأتي بها سواه ولا يؤيد بها دعوة الباطل ولا يؤيد بها إلا من يدعو إلى الحق فيصدقه الله بآية من عنده، ولكن مسلمين اليوم قد غيروا ناموس العقيدة الحق واتبعوا روايات الفتنة اليهودية فردوهم من بعد إيمانهم كافرين إلا من رحم ربي من المُسلمين فأبى قلبه وعقله أن يُصدّق أن الله يؤيّد المسيح الدجال بآيات التصديق لدعوة الباطل مع أنه يدعي الربوبية وأنه من خلق السماء والأرض ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت فيجعل الأرض جنةً!
قاتلكم الله أنا تؤفكون...
بل ويقطع رجل إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ومن ثم يعيد روحه من بعد الموت وأثبت أنه يُبدئ ويعيد،
ولكن الله قال:
{قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}
صدق الله العظيم [سبأ:49]
فكيف تتبعون رواية تُخالف كافة الآيات المُحكمات في القرآن العظيم في شأن البعث؟
ويتحدى الله الباطل من دونه أن يعيدوا الروح إلى جسد الميت، وقال لئن فعلوا مع أنهم يدعون إلى سواه فقد صدقوا بدعوة الباطل من دون الله.
وقال الله تعالى:
{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)}
صدق الله العظيم [الواقعة]
ومن ثم تريدون أن يثبت الباطل دعوته بغير الحق فيعيد الروح إلى الجسد، أفلا ترون أنكم قد كفرتم بمحكم القرآن العظيم؟
ولا أقول بالمُتشابه بل كفرتم بالآيات المُحكمات أم الكتاب، ألم يقول الله لكم أن الباطل لا يستطيع أن يثبت دعوته ولو بخلق ذُبابة واحدة؟
ولكنكم فتنتكم فرية أكبر من ذلك بل خلق السماوات والأرض، ومن ثم يثبت دعوة على الواقع مع أنه يدعي الربوبية فيقول: يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، أليس ذلك معاكس
لقول الله تعالى:
{هَـٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ}
صدق الله العظيم [لقمان:11]
ثم يقول المسيح الدجال أنه الذي خلق السماء والأرض، ثم ياتي بالبرهان ويقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت!
ألا لعنة الله على المُفترين لعناً كبيراً، ومن صدّق افتراءهم وكذّبهم فقد كذب محكم ما أنزل الله في القرآن العظيم، بل الله يتحدي أن تطيع الباطلَ مثقالُ ذرة في السماء أو في الأرض، لأنه لم يخلق الباطل مثقال ذرة لا في السماوات ولا في الأرض.
وقال الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}
صدق الله العظيم [سبأ:22]
أفلا ترون أنكم يا معشر الذين يعتقدون أن الله يؤيّد الباطل بآياته قد كفرتم بمحكم القرآن العظيم؟
وأبشركم بعذاب عظيم ما لم تكفروا بالباطل المُفترى فتتبعوا الحق، ولكني بيّنت لكم أن جنة الفتنة ليس كما تعتقدون بل هي جنة لله خلقها الله من تحت الثرى في باطن أرضكم بالأرض ذات المشرقين، وربها الله رب الأرض ذات المشرقين وليس المسيح الدجال إنما تسلط عليها ويريد أن يفتنكم بها شرط الكفر أن تكفروا بدعوة الإمام المهدي فضل الله عليكم ورحمته، بل لولا الإمام المهدي الذي ابتعثه الله رحمة للمسلمين لاتبع كافة المُسلمين المسيح الدجال فيتبعهم الناس وكفرتم بالحق الذي يؤيد الله به كافة جنوده من ملكوت كُل شيء، ولذلك لا أرجو من الله آيات التصديق الآن لأني قد علمت أنها لن تزيدكم إلا كفرا يا معشر المسلمون الذين غيّروا ناموس آيات الله في الكتاب فزعمتم أنه يؤيد بها الباطل، ولكني لا أعلم بذلك في الكتاب شيئاً ولم أجد في ناموس من ذلك شيء، بل العكس تماماً وهو أن الله يؤيد بآياته تصديقاً للذين يدعون إلى الحق كدعوة رسول الله موسى فأحيا ميت آية التصديق لما يدعوا إليه موسى صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الله تعالى:
{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
صدق الله العظيم [البقرة:73]
ولكن مسلمي اليوم قد انقلبوا عما جاء في مُحكم القرآن العظيم، واتبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على الله ورسوله من قبل أهل الكتاب من اليهود فردوهم من بعد إيمانهم كافرين حتى بمحكم القرآن العظيم، فأعرضوا عن آياته المُحكمات من أم الكتاب، وأزاغوا عنها فأزاغ الله قلوبهم عن الحق، وها هو ناصر محمد اليماني يُخاطبهم بمحكم القرآن العظيم فإذا هم لا يُعِيرُوه أي إهتمام فلا خير فيهم ولا فيمن اتبعهم، فكيف يعرضون حتى عن مُحكم القرآن العظيم ثم لا يوقنون أنهم قد أضلهم اليهود عن الصراط المُستقيم؟
وأقسم بالله لو لا يزال المُسلمون على الهدى لما جاء قدر عصري وظهوري، فلا يأتي قدر المهدي المُنتظر إلا وقد أضلّ اليهود المسلمين عن الصراط المُستقيم، ومن ثم يعيدهم إلى الحق، ولذلك يُسمى المهدي أي الداعي الى الحق فيدعوا إليه، وصار لي أربع سنوات ولا يزال المُسلمون في ريبهم يترددون حتى يرون كوكب العذاب الأليم ولو حتى أتي بتلريون بُرهان من القرآن على موضوع واحد لما استطعت أن أقنع قوماً كالأنعام بل هم أضل سبيلا إلا من رحم ربي وأتبع الحق واستخدم عقله فلا يكون إمّعة لا يُفكر شيئاً، وإن كان لا يوقن بالحق ويخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو الحق وهو معرض عن الحق ومن ثم يصرخ فيقول:
"يا معشر عُلماء المُسلمين إنه يوجد رجل في الأنترنت العالمية ويقول أنه الإمام المهدي المنتظر وجعل له طاولة الحوار العالمية تُسمى
(موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني)
وجعله موقعاً يُسمح لكافة البشرية للحوار فإن كان كذاب أشر وليس المهدي المُنتظر ألجموه بالقرآن العظيم وأخرسوا لسانه وأهزموه في عقر داره حتى يُغلقه فيولي مُدبرا فلا يعقب إن كان كذاب أشر وليس الإمام المهدي المنتظر، وإن كان هو الإمام المهدي فحتماً معه الله ولا ولن تستطيعوا أن تلجموه بعلم أهدى من علمه سبيلا".
وهكذا ينبغي أن يكون الإمام المهدي إلى الحق، بل هو فضل الله عليكم ورحمته ولولاه بإذن الله لفتنكم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلاً من الذين صدقوني ولا أراهم إلا قليلاً، والإمام المهدي الذي يستنبط لكم كافة الأحكام الحق التي خالفتموها إلى الباطل من القرآن ويبين القرآن بالقرآن ويفصّله تفصيلا ذلك الإمام المهدي من أولوا الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله وزادهم عليكم بسطة في علم الكتاب ليستنبطوا لكم الأحكام الحق فيما كنتم فيه تختلفون.
تصديقاُ لقول الله تعالى:
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}
صدق الله العظيم [النساء:83]
وذلك لأن الإمام المهدي هو من أولي الأمر منكم من الذين أمركم الله بطاعتهم من بعد الله ورسوله فزاده عليكم بسطة في العلم، إن الله يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم.
وأشكر حسين أبا ريم شكراً كبيراً وأستوصي الناس فيه خيرًا وكذلك من سبق إلينا من قبله الحُسين بن عمر مُصمم كافة مواقع المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني، وكذلك ولياً كريم وصديق حميم مُحمد الحاج اليماني من الذين أشدد الله بهم أزري وأشركهم في أمري وجعلهم من وزرائي المُكرمين، وأُقسم برب العالمين لأكرمهم على رؤس البشر من أمة المهدي المُنتظر، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
صدّقوا ونصروا، وأضيف إليهم رابعهم (حمدي) ونعم الرجُل البصير ذي القلب المُنير جعل الله له فُرقاناً ليُفرّق به بين الحق والباطل، وكذلك الذين من بعدهم فلا يستوون مثلاً من الذين صدّقوا وأيقنوا بالبيان الحق للقرآن العظيم وأشدّوا أزري وأطاعوا أمري، وكذلك أشكر كافة الأنصار الأخيار صفوة البشرية وخير البرية الذين صدّقوا بالبيان الحق للقرآن العظيم قولاً وعملاً ولم يقولوا في عصر التأويل كما قال الذين كفروا في عصر التنزيل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء!
فتشابهت قلوبهم معهم من هذه الأمة الذين ينتظرون بالتصديق حتى يروا مطر الحجارة من كوكب العذاب الأليم، وما الفرق بينهم وبين الذين قالوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم؟
وإني أرى كثيراً من المُسلمين قد أنظروا التصديق بالبيان الحق للقرآن حتى يروا هل حقاً سوف يأتي كوكب العذاب فيمطر على الأرض حجارة من نار ومن ثم يشهد بالحق.
ولربما يود أحدكم أن يُقاطعنى ويقول: "مهلاً مهلا يا ناصر محمد اليماني، أجعلت من يكفر بدعوتك كافراً؟"
ومن ثم أرد عليه وأقول: كلا ليس المشكلة الكفر بالمهدي المنتظر، ولكن الكارثة عليكم هو الكفر باالبيان الحق للقرآن العظيم الذي ترونه حقاً على الواقع الحقيقي ومن ثم عن الحق تُعرضون، فبئس ما يأمركم به إيمانكم بالقرآن العظيم أن تعرضوا عن البيان الحق للقرآن العظيم.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار كونوا شُهداء بالحق فلم يجعل الله الإمام المهدي جباناً كمثل كثيرٍ من علماءكم يكتب ما يشاء في موقعه ومن ثم لا يسمح للناس أن يدخلوا موقعه فيردوا عليه لأنه يخشى أن يحرقوه في عقر داره، ولكني أُشهد الله وكفى وكافة الأنصار الأخيار وكفى بالله شهيداً أني قد جعلت موقعي
(موقع الإمام ناصر محمد اليماني)
طاولة الحوار لكافة البشرية عالمهم وجاهلهم يهوديهم ونصرانيهم ومسلمهم ومُلحدهم وأتحداهم جميعاً عن بكرة أبيهم بالبيان الحق للقرآن العظيم، وأقسمُ بالله الواحد القهار لا يستطيعون أن يأتوا ببيان للقرآن خير من بيان ناصر محمد اليماني وأحسن تفسيراً ولو تعمّروا عمر الذين جادلوا نبي الله نوح في دعوة الحق ألف سنة إلا خمسين عاماً،
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إياكم ثم إياكم ثم إياكم إن رأيتم عُلماء المُسلمين قد غلبوا الإمام ناصر محمد اليماني أو حتى واحد من عُلماء المُسلمين يغلب ناصر محمد اليماني ثم تأخذكم العزة بالإثم فتتبعوني فيعذبكم الله عذابا نكراً، لو يحدث هذا فتتعصبون معي تعصب الأعمى أو تعصب الذي يتبين له الحق مع آخر ثم تأخذه العزة بالإثم، وأقسم بالله العظيم لو يغلبني أحد عُلماء الأمة بعلم هو أهدى من علمي وأحسن تأويلا لقلت له كما قال كليم الله موسى للرجل الصالح: هل أتبعك على أن تُعلمني مما عُلمت رُشداً وسوف تجدني إنشاء الله صابراً فلا أعصي لك أمراً،
ويا قوم إنما بُرهان القيادة لأولي الأمر منكم إن وجدوا هو أن يزيدهم الله بسطة في العلم عليكم، وكذلك الإمام المهدي إذا جاء عصره وقدر ظهوره فسوف تجدونه هو حقاً أعلمكم بكتاب الله رب العالمين فلا تُجادلونه من القرآن إلا غلبكم فإن أتيتم بآية تريدون جداله بها في موضوع ما إلا أتى بالبيان الحق لها وفصلها بالحق تفصيلا، فيجعلها الله كذلك برهاناً جديداً لدعوة الحق، ومن كذب جرب وحاور من الكتاب، وأما الروايات فهي كثيرة وما كان حقاً منها فسوف تتوافق مع البيان الحق وما كان باطلاً فهو يختلف مع البيان الحق، ويا عجبي منكم إذ لم تعلموا لماذا يُسمى
(المسيح الكذاب بالمسيح الكذاب)
وما الفرق بين المسيح الحق والمسيح الكذاب؟!
فمنكم افترى وقال إنما يُسمى بالمسيح الكذاب لأنه عينه ممسوحة، وآخر قال كلا كلا بل يُسمى المسيخ وليس المسيح، وتأتون بخزعبلات وروايات عاجزة ما أنزل الله بها من سُلطان، ولكن الذي يعلم الحق قد علمكم الفرق بين المسيح الحق والمسيح الكذاب وهو برغم أنهم سوف يأتوا اثنين أحدهم
يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله والآخر يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله وذلك حتى يزيد المشركين من النصارى كفراً إلى كفرهم من الذين بالغوا في المسيح عيسى ابن مريم بغير الحق وقالوا إنه الله.
وقال الله تعالى:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}
صدق الله العظيم [المائدة:72]
إذا المسيح عيسى ابن مريم الذي سوف يقول أنه الله إنه كذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم الحق، ولذلك يُسمى المسيح الكذاب أي أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحق الذي لا يدعي الربوبية ويدعوا الناس لعبادة الله وحده لا شريك له.
وقال الله تعالى:
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}
صدق الله العظيم،
وذلك هو المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم تسلمياً كثيراً وعلى أمه الصديقة القديسة المُطهرة المُباركة، وأشهدُ الله أني من أنصار المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً، وأُشهدُ الله أني من أنصار مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً، وأشهدُ الله أني من أنصار رسول الله وكليمه موسى صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أخيه هارون وآلهم تسليماً كثيراً، وأشهدُ الله أني من أنصار رسول الله نوح وكافة الأنبياء والمُرسلين ولا أفُرق بين أحداً من رُسله وأنا من المُسلمين.
ويا معشر شباب وشابات المُسلمين إني أرى بعضكم يلوم الإمام ناصر محمد اليماني على طول بياناته،
ومن ثم أردّ عليه: وهل لو أهديت لك كتاباً مكتوباً عليه الحُبّ الخالد قيس وليلى لقرأته من الغلاف إلى الغلاف، أو أُسطورة الزير سالم أبوا ليلى المهلهل، أو أسطورة عنترة بن شداد الذي يغلب عشرين ألف مُقاتل وهو وحده بالسيف بينما المؤمن المُجاهد في سبيل الله مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه لا نجده يغلب إلا عشرة فُرسان بإذن الله.
وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ}
صدق الله العظيم [الأنفال:56]
ومن ثم علم الله أن في المؤمنين ضعفَ اليقين إذ كيف يغلب واحد سياف عشرة معهم سيوف مثله؟!
وهذا يتطلب صبرٌ وثباتٌ ويقينٌ من المؤمن بأنه بإذن الله حتماً سوف يغلب بسيفه عشرةَ مُبارزين معاً بالسيوف، ولكن علم الله أن فيهم ضعفاً باليقين بذلك فخفف عنهم من عشرة إلى اثنيين
وقال الله تعالى:
{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
صدق الله العظيم [الأنفال:66]
ولكني أتذكر أني قرات قصة عنترة وعبلة منذ أمدٍ بعيد فأجده يغلب عشرين ألفاً ويأسر عشرين ألفاً فأستغرب من ذلك الحديث!
وكيف تُصدق الكُتب التي بهذه النصوص الخيالية التي لا يقبلها عقل إنسان عاقل؟!
ومن يومها عزفت عن قراءة الكتب وعلمت أن فيها كذباً كثيراً إلا قليلاً منها فانتزعت الثقة مما يكتبون ولذلك لم أشغل نفسي بالكتب، وقلت إذاً أشغل نفسي بالتدبر والتفكر في أصدق الكُتب كتاب الله رب العالمين فعلمني ربي وألهمني الحق، وأتحدى جميع عُلماء البشرية على مُختلف مجالاتهم العلمية والتي تحدث عنها القرآن العظيم في خلق السماوات والأرض وأنفسهم ومما تُنبت الأرض ومما لا يعلمون، ولكني أرى كثيراً من علماء الأمة لديهم مكتبات كبرى في منزله يتباها بها أمام الضيوف والزوّار لداره ولا بأس بذلك إن كانت له مكتبة ،
ولكن سؤالي هو: هل سوف تترك له تلك المكتبة وقتاً لتدبر كتاب الله القرآن العظيم؟
بل سوف تأخذ الكتب كُل وقته، وفي الكُتب كذب كثير ومُبالغة بغير الحق، فخذوا المُفيد منها واتركوا الخزعبلات التي لن تقبلها عقولكم إن كنتم تعقلون، واجعلوها نافلة بعد الكتاب الفرض القرآن العظيم، ولكنكم جعلتموه كتاباً ثانوياً لا تكادون أن تقرأوه شيئاً، وإن قرأتموه فتمروا عليه مروراً بلا تدبر وتفكر في آيات الله كما أمركم الله بالتدبر لكلام الله في الكتاب
في قول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم [ص:29]
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.