الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 07 - 1436 هـ
03 - 05 - 2015 مـ
05:49 صباحاً
ـــــــــــــــــــ
ونزيد البيان تفصيلاً من محكم التنزيل بالقول الثقيل..
ـــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..
وقاتل اللهُ كلَّ شيطانٍ رجيمٍ يصدُّ عن الصراط المستقيم ويحرّف البيان عن موضعه المقصود، فهل كان الحوار حصريّاً في كفار قريش؟
بل حكمنا بالحكم المنتظر بين الأمم حسب وعدٍ وعدهم الله جميعاً بالحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، وكان الحكم بشكل عام.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}
صدق الله العظيم [الحج].
فلماذا تحرِّف البيان عن موضعه المقصود؟
ألا تعلم أنّ جميع الذين اتّبعوا ملّة آبائهم الحقّ وعبدوا الله وحده لا شريك له في كلّ زمانٍ ومكانٍ ليسوا من المؤمنين الصابئين؟
كون الصابئين هم الذين كانوا يعبدون الأصنام حتى إذا جاءهم الهدى من ربّهم اتّبعوا داعي الله وصبأوا عن عبادة آلهتهم، وأولئك يُسمّون بالمؤمنين الصابئين.
بمعنى أنهم كانوا يعبدون الأصنام حتى إذا جاءهم الحقّ من ربّهم اهتدوا فتركوا عبادة الأصنام وعبدوا الله وحده لا شريك له.
وأمّا المؤمنون غير الصابئين فهم الذين لم يكونوا يعبدون من قبل ربّهم أحداً وكان الله هو المعبود الأوّل في عقيدتهم ولم يعبدوا أحداً قبل ربّهم، وأولئك لا يُسمّون بالمؤمنين الصابئين؛ بل يُسمون بالذين آمنوا بربهّم.
ولم يكونوا يعبدون من قبلِ ربّهم أحداً حتى صبأوا عن عبادته؛ بل الله كان معبودهم الأول، فكيف يُسمّون بالصابئين والله هو أوّل ما عبدوا ولم يعبدوا من قبله أحداً؟
ومنهم ذريات مؤمنون اتّبعوا آباءهم كونهم وجدوهم يعبدون الله وحده لا شريك له فاتبعتهم ذرّيتهم بإحسانٍ من بعدهم ولم يشركوا بربّهم شيئاً.
وينطبق هذا الحكم على كافة الأمم جيلاً بعد جيلٍ إلى يوم القيامة.
وجئناك بالبرهان المبين من القرآن العظيم أنّه ينتظرهم حكمٌ شموليٌّ من ربّهم يفصِل بينهم جميعاً يوم القيامة.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}
صدق الله العظيم [الحج].
ولم نفتِ أنّ في قريش قومٌ كانوا مؤمنين يعبدون الله وحده لا شريك له من قبل بعث خاتم الأنبياء محمد رسول الله كون ذلك يخالف قول الله تعالى:
{بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [السجدة:3].
ولكنك بمكرك تريد أن تفتريَ تناقضاً في بيانات الإمام المهديّ لتطفئ نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.
وكذلك ينطبق على كافة المؤمنين الذين لم يسجدوا لصنمٍ قط؛ بل كان الله هو معبودهم الأول فلا يُعدّون من الصابئين كون الصابئ هو من كان يعبد الأصنام كما يعبدها آباؤه وأجداده ثمّ صبَأ عن عبادتها وترك عبادتها وعبد الله وحده وكان الله هو معبوده الحقّ.
وعلى كلّ حال، لقد فصّلنا في البيان من قبل أنّ الحكم شموليٌّ يشمل المؤمنين من بادئ عبادتهم فأوّل ما عبدوا الله وحده ولم يكونوا يعبدون الأصنام حتى يطلق عليهم الصابئين، كون
الصابئ هو فقط من كان يعبد صنماً أو ناراً أو شمساً أو قمراً ثم صبَأ عن عبادتهم وعبد الله وحده لا شريك له.
وأمّا الذين لم يكونوا يعبدون من قبلِ ربّهم أحداً وكان الله ربّهم هو أوّل ما عبدوه وثبتوا على عبادتهم حتى لاقوا ربّهم ومنهم ذرّيات قومٍ مؤمنين لحقت بهم ذريتهم بإحسان.
وأحذّرك من تحريف البيان الحقّ عن مواضعه يا من يسمي نفسه أم شموخ، ونعلم أنه لا يزال في جعبتك الكثير من المكر فهاتِ ما لديك فنحن بإذن الله لك لبالمرصاد، ونزيد البيان تفصيلاً من محكم التنزيل بالقول الثقيل، ونهدي إلى سواء السبيل بنور البيان الحقّ للقرآن بإذن الله ربّ العالمين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.