الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 02 - 1429 هـ
13 - 02 - 2008 مـ
44 : 12 AM
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إجابة من بيان الإمام على أسئلة محمد:
يا معشر البشر إن السحرة والمُفترين هم سبب هلاك الأمم ..
أولئك هم ألد الخصام لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وبعد..
لقد سألتَ عن شىءٍ لذو خطرٍ عظيمٍ على الإسلام والمسلمين فأولئك هم ألدُّ الخصام لله ربّ العالمين وأشدُّ خطراً من أهلِ سحرِ التخييل فهم لا يستوون، وذلك لأن الذين تُعلِّمهم الشياطين سحر التخييل، يأمُرهم الشياطين أن يقولوا إنهم سحرةٌ وهذا النوع من السحر هدف الشياطين منه هو حتى لا يفرق الناس بين السحر والمعجزة حتى لا يُصدِّق الناس رُسل ربهم لأن أيَّدهم بآيات المعجزات للتصديق لدعوتهم.
وأما سؤالك يا أخ محمد هو عن سحرةٍ من نوعٍ آخر؛ بل هم أشدّ خطراً على الإسلام والمسلمين فلا يستوي أهل سحر التخييل وأهل سحر الفرق والجمع بين العشاق والأزواج، فأمّا أهل سحر التخييل فتأمرهم الشياطين أن يقولوا إنهم سحرة، وهذا النوع من السحر كما أفتيناكم من قبل بأن هدف الشياطين منه هو الصدّ عن الإيمان بآيات الله معجزة للتصديق لأحد المرسلين وذلك حتى يقول الناس إنما أنتم سحرة فلنأتينكم بسحرة مثل هذه الآيات التي تحاجُّونا بها كما فعل فرعون مع موسى، وهؤلاء السحرة لا يعلمون ما هو هدف الشياطين من تعليمهم لسحر التخييل ويعتبرون أهل هذا النوع من السحر في ضلال ويوجد أمل في إيمانهم لأن تبين لهم الحقّ كما تبين لسحرة فرعون فخروا للحقّ ساجدين لأنهم يعلمون بأن ما جاء به موسى ليس سحر كمثل سحرهم مجرد تخييل إلى أعين الناس بل الحقّ من ربهم ثعبانٌ مُبينٌ تحولت إليه عصا موسى آية للتصديق من ربّ العالمين فخروا للحق ساجدين بعدما تبين لهم الحقّ، وأمّا ما تسأل عنهم يا محمد فليس هم من هذا النوع؛ بل أشد خطراًعلى الإسلام والمسلمين ولم يكونوا على ضلالٍ مُبينٍ كمثل أصحابهم؛ بل هم من شياطين البشر من الذين يكفرون باطن الأمر وهم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم فيظهرون الإيمان والإحسان ليزعم الناس إنهم من الصالحين الأخيار. وهؤلاء النوع من السحرة يعبدون الشياطين فهم عبدة الطاغوت وهم يعلمون أنّه الطاغوت؛ الشيطان الرجيم فهم ليسوا على ضلالٍ مُبينٍ كأصحابهم بل يتبعون سبيل الباطل وهم يعلمون، وبعد أن صار الإتفاق بينهم وبين الشياطين على إطفاء نور الله والفساد في الأرض لإهلاك الحرث والنسل قال لهم الشياطين:
"نحن سوف نُعلِّمُكم سحراً من نوع آخر ولكن عليكم أن تعلموا إنما نحن فتنة للمُسلمين فلا تكفروا ظاهر الأمر وتظاهروا بالإيمان والإحسان ليظنّ الناس فيكم خيراً، وكذلك عليكم أن تصلوا في المساجد لكي تنجح الخطة الأخطر لصدّ الناس عن الهُدى فتهلكون بالسحر الحرث والنسل فلا يلدون إلا فاجراً كفاراً، ولا تقولون للناس إنكم سحرة بل روحانيين وإن لديكم جنودٌ من الجنّ صالحين هبةً من الله لأنّكم صالحون فمنَّ الله عليكم بخدمٍ من الجنّ صالحين تأييداً لصلاحكم، والله يمُنُّ على من يشاء وإن هذه هبةٌ من الله لكم نظراً لصلاحكم".
وأنا المهدي المنتظر الحقّ الذي لا يفتي بغير الحقّ حقيق لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ أُفتي بالحقّ في هؤلاء الشرذمة الخبيثة فأُبيِّن حقيقة مكرهم من القرآن العظيم وأفصِّلها تفصيلاً لأولي الألباب منكم، فهل يتذكر إلا أولو الألباب؟
وإليكم الفتوى في شأنهم من الكتاب بالقول الحقّ والصواب وفصل الخطاب، وقال الله عنهم في محكم كتابه القرآن العظيم؛
قال تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}
صدق الله العظيم [الأنعام:113].
وهذا النوع من شياطين البشر من الذين يتكلمون عن علوم الغيب والحظ قد أفتاكم الله إنما توحي إليهم الشياطين خطفات غيبيّة يسترقونها لهم من الملأ الأعلى بالسماء الدُنيا فيوحون إلى أوليائهم زُخرف القول غروراً وأكثرهم كاذبون، لا يتحقق مما يقولون شيئاً.
ولكنه يوجد بعض الأحيان خطفات حقيقة سمعها أحد الشياطين من حديث الملأ الأعلى الملائكي يتكلمون عن علوم الغيب فيما يريويه لهم أمين السرّ الروح الأمين جبريل عليه الصلاة والسلام عن الله سبحانه وتعالى الذي لا يعلم الغيب في السماوات والأرض سواه وهو يوحي ما يشاء لأمين السر جبريل عليه الصلاة والسلام خليفة الله على الملائكة بالملأ الأعلى فهو مُطاعٌ ثم أمين، ولكن الشياطين يعلمون إنه قد يؤيد الله لأحد أنبيائه بعلوم غيبيّة فيصدقه الناس فكيف السبيل لإفشال هذه الآية الغيبيّة والتي قد تكون سبب للتصديق من الناس برسل ربّهم ولذلك يذهبون لاستراق السمع من الملأ الأعلى بالسماء الدُنيا وقبل نزول القرآن كان الإستراق يسير عليهم فيسترقون قصصاً مفصلةً كما استرقوا قصة مولود يلد في بني إسرائيل في ذلك العام حتى إذا بلغ أشده ابتعثه الله إلى فرعون نبياً ورسولاً وإنه سوف يقول له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى أو يأخذه الله نكال الآخرة والأولى، وعندما علم العرافون المشعوذون الأفاكون بهذا النبي عن طريق أوليائهم شياطين الجنّ ومن ثم ذهبوا إلى فرعون فأخبروه بذلك غير أنهم لم يقولوا له بأنه ولد في بني إسرائيل نبيٌّ يبعثه الله إليه؛ بل قالوا ولد في هذا العام غلام في بني إسرائيل عدوٌ لك يا فرعون فإذا لم تقضِ عليه فسوف يأخذ منك ملكك فانظر ماتفعل حتى لا يذهب منك ملكك قبل فوات الأوان، وقال فرعون سوف نقضي على جميع مواليد هذا العام والذي لا يزال في بطن أمه سيتم ركله وهو في بطن أمه حتى ينزل، ومن ثم قضى فرعون على جيلٍ كاملٍ من بني إسرائيل فلم ينجِ اللهُ منهم إلا موسى عليه الصلاة والسلام فأتى به إلى فرعون لكي يربيه بنفسه فيرده إلى أمه لكي يدفع فرعون لها أجر الرضاعة لكي يعلم الذين يصدقون العرافين من الملوك والرؤساء أنّهم لا يستطيعون أن يردوا قضاء الله وقدره بالمكر المُضاد منهم تصديقاً لكلام العرافين والذين لا يحذرونهم إلا من الصالحين فقط، ألم يحذروا فرعون من موسى وهو رجل صالح؟
ولا تجدوهم يخبرون الملوك والرؤساء فيحذرونهم من الكافرين أبداً فهل تدرون لماذا؟
وذلك لأنهم أولياؤهم وهذه مهمة من مهمات أخرى لا يزالون مكلفين بها ولكن الشياطين أمروهم أن لا يقولوا للناس علّمنا الشياطينُ فيحبطون خطتهم؛ بل قسّموهم إلى قسمين قسم يسند تنبؤاته إلى حركات الكواكب والنجوم والأبراج المُفتراة ولا دخل للنجوم بذلك بل علمهم الشياطين أوليائهم من الجن،
ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم:
[كَذَبَ المُنَجِّمونَ وَلَوْ صَدَقُوا]
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
بمعنى أنّهم كذبوا في قولهم بأنهم علموا تلك الخطفة الغيبية من خلال رصدهم لمواقع الكواكب والنجوم، وحتى ولو صدقوا في قولهم الغيبي بل علمهم الشياطين بذلك.
وأما القسم الأخر والأخطر فيسلكون طريق الصلاح لإهلاك الحرث والنسل وكذلك يقولون بالغيب الحاضر بمعنى إنه ليس غيباً، لم يحدث بعد بل بعد حدوثه وأكثرهم كاذبين فمنهم من يقول لمن جاء إليه اسمك كذا وكذا وجئت من أجل كذا وكذا ومن ثم يزداد يقين في المشعوذ فيظن شفائه على يده بينما أخبره باسمه شيطان من نفس المنطقة التي جاء منها هذا المارق من دين الإسلام الذي ذهب إلى العرافين حين ابتلاه الله فانقلب على وجهه يدعو من ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير، ومن ذهب إلى عراف يرجو منه الشفاء تصديقاً له إنه يشفي المرضى فقد كفر بالقرآن العظيم الذي نزله الله على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه آيات شفاء للمؤمنين من مسوس الشياطين جميع الآيات التي توحد الله وتسبحه وتذم الباطل وتتوعده وآيات الدعاء والتعويذ فيعيذكم الله من مسّ الشيطان فيشفي مريضكم ويبطل السحر ويذهب الحسد، ولكن عليكم أن تعلموا بأن القرآن ليس مثله كمثل العسل وذلك لأن العسل
قال تعالى عنه:
{فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ}
صدق الله العظيم [النحل:69]،
أي بشكل عام وأما القرآن فشفاؤه حصرياً على المؤمنين به والمصدقين به فجعل الله فيه شفاء ورحمة للمؤمنين، وقد يبتلي الله يقين المؤمن بالقرآن فيطيل عليه فترة المعالجة بالقرآن فهل يقول
"قرأنا عليه القرآن فلم يخرج المسّ منه برغم أنه يصرخ ولكنه لم يخرج"
ومن ثم ينقلب على وجهه فيذهب إلى العرافين المشعوذين من الذين يسمون أنفسهم الروحانيِّين وأنّهم يملكون من الجن الصالحين.
وأنا المهدي المنتظر أفتي في شأنهم مقسماً بالله العلي العظيم أنّهم يعلمون بأنهم لا يملكون من الجنّ الصالحين بل الشياطين تملكهم فتسخرهم ضدّ الله ورسوله؛ بل يعبدون الشياطين من دون الله وهم يعلمون أنهم أعداء الله والمسلمين، وإن يتظاهروا بالصلاح والإحسان فهم يعلمون إنما ذلك خداع للمؤمنين تنفيذاً لأمر الشياطين المتفقين معهم على إطفاء نور الله، وقال لهم الشياطين إنما نحن وأنتم فتنةٌ نريد أن نفتن المُسلمين عن الحقّ فلا تكفروا ظاهر الأمر وتظاهروا بالصلاح، ومنهم من يقولون إنهم من آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- وهو ليس منهم؛ بل من ذُريات الشياطين قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
وهل تعلمون يا معشر المُسلمين لماذا يتظاهرون بالصلاة والصلاح والإحسان ظاهر الأمر؟
وذلك لكي يستطيعون أن يفسدوا في الأرض فيهلكون الحرث وهُنّ نساءكم ليهلك نسلكم فلا يخرج إلا نكداً فلا يلدون إلا فاجراً كفاراً عاقاً عاصياً لربّه وعاقاً لوالديه جباراً شقياً، وقد حذركم الله يا معشر المُسلمين من هؤلاء الشياطين الصالحين ظاهر الأمر مكرَهم ضد الله ورسوله ويُبطنون الكفر وهم يعلمون إنهم مجرمون وإنهم ليسوا على الحقّ المبين، وإنما يتظاهرون بالصلاح والإحسان تنفيذاً لخطة الشياطين الذين علّموهم سحر الجمع والتفريق وقالوا لهم إنما نحن وأنتم فتنة للمسلمين فلا تكفروا ظاهر الأمر ليعجب الناس بقولكم. ولكن الله قد نبأنا بأخباركم
وقال الله عنكم:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ (206)}
صدق الله العظيم [البقرة].
ولكنّني المهدي المنتظر أعلمُ إن الآية تتكلم عنكم وعن قوم آخرين ولدوا من الحرث الذي أهلكتموه ليهلك النسل فلا يلدوا إلا فاجراً كفاراً، وإذا قيل له إتقِ الله أخذته العزة بالإثم كِبراً وغروراً، فأما أنتم فلا تأخذكم العزة بالإثم؛ بل تتظاهرون بالتقى والصلاح وبأنّ الله وهب لكم جناً صالحين، ولكنّني أشهد الله وملائكته والصالحين من عباده إنكم تعلمون أنّهم أولياؤكم من الشياطين فأنتم لهم عابدون، وعبادتكم لهم أن يسخّروكم في الصدّ عن سبيل الله بإهلاك الحرث والنسل حتى لا يلدن النساء إلا فاجراً كفاراً كما فعلتم من قبل بحرث قوم نوحٍ فكانوا لا يلدون إلا فاجراً كفاراً، وفتنتم امرأة نوح التي خانت زوجها مع أحدكم يا معشر المشعوذين فأنجبت فاجراً كفاراً، وكان يظنّ نوح أنه ابنه ولكن الله أفتاه أنّه ليس ابنه وأنّه ثمرة عملٍ غير صالحٍ بسبب خيانة امرأة نوح مع أحد المشعوذين.
وقال الله تعالى:
{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)}
صدق الله العظيم [هود].
ومن ثم بيّن الله في موضعٍ آخر إنه ليس ابنه نتيجة خيانة زوجته وإنه ثمرة عمل غير صالح.
وقال الله تعالى:
{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا}
صدق الله العظيم [التحريم:10].
ويا معشر نساء المسلمين من الذين يتزوج عليهنّ أزواجهن ومن ثمّ تذهب إحداكن إلى عرافٍ مشعوذٍ فتطلب منه أن يحبب إليها زوجها ويُكَرِّه إليه الأخريات، ومن ثم يقول لها: "ولكني سوف أخبرك بسرٍ وعاهديني أن لا تخبري أحداً" فتقول له العهد. ومن ثم يقول: "إن طلبك هذا لا بدّ أن يكون على نجاسةٍ وأنتِ جُنُبٌ مني ولك ما تطلبين". فبعضهنّ تخاف الله فتقول لا أستطيع وذلك لأنها كانت تظنّ الأمر عادي فذهبت بجهالةٍ منها، وأكثرهن توافق لطلب المشعوذ الذي يزعم الصلاح ومن ثم يجامعها شيطانٌ رجيمٌ حتى إذا أنجبته وقيل له اتقِ الله كما قال نوح لابنه الذي يظنّ أنّه ابنه فأخذته العزة بالإثم وقال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء. وليست ثمرة الزنى من مشعوذٍ كمثل ثمرة زنى الزُناة المؤمنين.
وقال الله عنهم:
{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ}
صدق الله العظيم [الأحزاب:5].
ولكن ذريات الزنا من المشعوذين تختلف، وهل تدرون لماذا؟
وذلك لأنّ الذي جامعها من بعد الاتّفاق ليس المشعوذ وحده بل فيه شركاء متشاكسون من الجنّ والإنس، وتلك طريقة من طرق المشاركة في البنين من الشيطان الرجيم، ومن ثم يعطي لها السحر لزوجها فيتبع السحرَ خادمٌ السحر مسّ شيطانٍ رجيمٍ، حتى إذا جامعها زوجها تتم المشاركة الروحية من الشيطان مع الإنسان سواء كان في المرأة أو الرجل، ولذلك علمكم محمد رسول الله أن تقولوا حين تأتون نساءكم من حيث أمركم الله أن تقولوا:
[اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا]،
فمن قال ذلك عصم الله ذريته فلا يشاركه الشيطان شيئاً سواء كان فيه أو في زوجته وذلك نوع من المكر الآخر للمشاركة.
وأفتي بقتل المشعوذين لئن قدرتم عليهم من قبل توبتهم ومنهم العوبلي في اليمن في مدينة رداع أشهر المشعوذين في اليمن من الذين يحذّرون علي عبد الله صالح من المهدي المنتظر الحقّ، غير إنه لا يقول له أنّني المهدي المنتظر؛ بل يحذِّره من أسرتي فيقول:
"احذر من تلك الأسرة حتى لا يزيحونك من مكانك".
ولو اطّلع الرئيس اليماني علي عبد الله صالح على بياني هذا لعلم إني لا أنطق إلا بالحقّ بإذن الله، وللأسف فإن الرئيس اليماني علي عبد الله صالح صدَّق العرافين الأفّاكين في هذا الشأن، ولكني لست شراً له كما يزعم المشعوذون وأقسم بالله العلي العظيم أنّني خيرٌ لعلي عبد الله صالح من ولده، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
فلا يتبع العرافين فإنما يحذرونه من الصالحين!
ألم يحذرون فرعون من موسى وهو رجل صالح؟
ولا تجدهم يا علي عبد الله صالح قط حذروك من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم، فهل فهمت الخبر في بيان المهدي المنتظر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم الإمام ناصر محمد اليماني؟
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.