الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 01 - 1430 هـ
22 - 01 - 2009 مـ
34 : 08 مـساءً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد من محكم الكتاب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين، والحمد لله رب العالمين، وبعد..
قال الله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)}
صدق الله العظيم [ص]
ونستنبط من هذه الآيات ميقات العشي من اليوم، فنجده من الظهيرة إلى غروب الشمس، وينتهي العشي بتواري الشمس وراء الحجاب، فينتهي بدخول صلاة المغرب.
وأما الغدو، فهو من إسفار الصباح من بعد الفجر إلى الظهر، ومن بعد انكسار الشمس يبدأ العشي وينتهي بتواري الشمس وراء الحجاب، ولا يدخل ميقات العشي بالليل بل ينتهي بغروب الشمس،
وقال الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)}
صدق الله العظيم [الروم]
والبيان لقوله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ}،
وذلك من بعد توراي الشمس وراء الحجاب وبدء دخول الليل.
وأما قوله:
{وَحِينَ تُصْبِحُونَ}،
وهو بدء إسفار الصباح واستمرار الغدو.
وما نُريد إستنباطه هو قوله تعالى:
{وَعَشِيًّا}،
فيتبين لنا أن العشي لا يدخل في الليل بل ينتهى بدخول الليل، ومن قال بل العشي هو الليل ومن ثم نقول له
ألم يقُل الله تعالى:
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}؟
وهو دخول الليل واستمراره إلى ظهور الصبح، إذاً تبين لكم البيان لقوله تعالى:
{وَعَشِيًّا}
أنه من الظهيرة إلى غروب الشمس.
ونخلص من هذه الآيات أنّ الغدو هو من أول اليوم إلى الظهر، والعشي من الظهيرة إلى تواري الشمس وراء الحجاب،
إذاً البيان الحق لقوله تعالى:
{يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً}
صدق الله العظيم [غافر:46]
أي نهاراً كاملاً غدوه وعشيه إلى تواري الشمس وراء الحجاب، ثم يتم إخراجهم من النار فيستغيثون فيُغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه، ثم إن مرجعهم إلى الحجيم بعد انتهاء الليل.
ولذلك قال الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ}
صدق الله العظيم [غافر:49]
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها]
والغدوة هي من أول اليوم إلى الظهر، والروحة من بعد الظهر إلى غروب الشمس، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوك الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.