15 - 06 - 1435 هـ
15 - 04 - 2014 مـ
06:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد بسلطان العلم المُلجم،
والحقُّ أحقَّ أن يُتَّبع ..
ــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وكافة المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا أيّها المجتهد للحق، لسوف أخرس لسانك بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم لكونك تأخذ كلام الله فتجعله شاملاً من غير تخصيصٍ للفئات، ولسوف أضرب على ذلك مثلاً.
قال الله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:130].
والسؤال الذي يطرح نفسه:
فهل الله وجَّهَ السؤال للإنس والجنّ كافةً؟
ولكنه يتبيَّن لنا من خلال الردِّ على السؤال:
{قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
ولكن لو جعلنا بيان جُملِ القرآن والهاءات وواوات الجماعة تأتي شاملةً للقوم من دون تفصيلٍ إذاً لحكمنا على كافة الجنّ والإنس أنّهم كانوا كافرين لكون الله تعالى قال:
{يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
صدق الله العظيم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
فهل يقصد الله تعالى أنّ ذلك هو جوابُ كافة الجنّ والإنس أنهم
{قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
صدق الله العظيم؟
وربَّما يودُّ أن يقول مجتهدٌ للحق:
"هيهات هيهات يا ناصر فتلك آيات محكماتٌ بيناتٌ، فانظر إلى خطاب الله تعالى أنه نداءٌ شاملٌ للإنس والجنّ أجمعين،
فانظر لقول الله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
صدق الله العظيم،
فأنت لا تعرف اللغة".
ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول:
نعم أنّي لا أكاد أعلم من القواعد النحويّة إلا قليلاً ولكنّي أتحداك أن تجدني أخطأت في التأويل لكوني لست معتمداً على القواعد النَّحويّة؛ بل آتيك بالبيان للآيات بالآيات المبينات.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)}
صدق الله العظيم [النور].
وأما النِّداء الربَّانيّ من وراء الحجاب فلا يُقصَد به الثقلان كافةً؛ بل يُقصد به معشر الكفار من الجنّ والإنس لكونك تعلم مَنْ المخاطَبون من خلال الردّ:
{قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ}
صدق الله العظيم.
ويا رجل، إنك لتجعل حال المبعوثين الكافرين واحداً وحياتهم واحدةً!
وأنت بتفسيرك هذا نسفت العذاب البرزخيّ نسفاً، وهيهات هيهات فبما أن تفسيرك كان خطأ فحتماً سوف يخالف لكثيرٍ من آيات الكتاب لكون الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة لم يكن غريباً عليهم البعث لكونهم قد علموا أنهم كانوا على ضلالٍ منذ لحظة الموت الأولى إذ أدخلهم الله النار في ذات اليوم الذي أماتهم فيه.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)}
صدق الله العظيم [الأنفال].
لكون الله قد أدخلهم النّار في نفس اليوم الذي يموتون فيه.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}
صدق الله العظيم [الأنعام].
وكذلك الذين أماتهم الله بعذابٍ أليمٍ من الكافرين المُعرضين في كلِّ أمَّةٍ يُدخلهم النَّار في نفس اليوم الذي يهلكهم فيه، فهم مُعذَّبون.
وعلى سبيل المثال قوم نوح قال الله تعالى:
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)}
صدق الله العظيم [نوح].
وكذلك على سبيل المثال قوم فرعون كذلك أُغرقوا وأُدخلوا ناراً فهم يعرضون على لهيبها بكرةً وعشياً.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)}
صدق الله العظيم [غافر].
وهذه هي حياة المُكذِّبين الكافرين البرزخيّة من بعد الموت إلى يوم البعث حياةُ عذابٍ من لحظة موتهم باستمرارٍ، وعلموا أنَّهم ظلموا أنفسهم من لحظة الموت،
ولذلك قال الله تعالى:
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
صدق الله العظيم [المؤمنون].
ولكنّ ناموس العذاب البرزخيّ في الكتاب لا ينطبق على الكافرين الذين لا يعلمون ببعث الرسل إلى أقوامهم من الذين ماتوا من أهل القرى قبل أن يبعث الله رسول ربّهم إليهم، فأولئك لن يعذبهم الله فليس لهم عذابٌ من بعد الموت في الحياة البرزخيّة، وليس لهم عذابٌ في يوم البعث الشامل.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
صدق الله العظيم [الإسراء].
لكون لهم حجّة على ربّهم لو يعذبهم سبحانه لكونه قد أماتهم قبل بعث رسول ربّهم إليهم،
ولذلك قال الله تعالى:
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:165].
إذاً، الذين ماتوا من قبل بعث رسل ربّهم إليهم فلهم الحجّة على ربِّهم لو يعذبهم،
ولذلك قال الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
صدق الله العظيم،
ولذلك يجعلهم الله كالنائمين لا يشعرون بشيء من بعد الموت إلى يوم البعث لكون الكفار الذين لم تُقَم الحجّة عليهم ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، بمعنى أنّهم ماتوا قبل الكفار الذين أهلكهم الله من بعد إقامة الحجّة عليهم،
ولذلك قال الله تعالى:
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (37) هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)}
صدق الله العظيم [الرسلات].
فمِنْهُم المكذبون ومِنْهم الأوّلون برغم أنّهم جميعهم كفارٌ، ولكنّ المكذِّبين هم الكفار الذين ماتوا من بعد بعث الرسل إلى أقوامهم، وأمّا الكفار الأوَّلون فهم الكفار الذين ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، والكفار الأوَّلون هم الذين قالوا:
{يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}
صدق الله العظيم [يس:52].
وهم السائلون من الكفار.
وأمّا طائفة المجيبين فهم المكذبون برسل ربّهم:
{هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}
صدق الله العظيم [يس:52].
ويا أيّها (المجتهد للحق)، إنّي أراك تعِظُني وتقول:
"يا ناصر محمد اتّقِ الله"
فمن ثم أقول لك:
فهل خالف الإمام ناصر محمد اليماني تقوى الله حين ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؟
بل أنت اتّقِ الله فإنّك تصدُّ عن اتّباع الصراط المستقيم وتبغيها عوجاً وتقول على الله من عند نفسك بغير علمٍ ولا هدًى من ربّ العالمين، فإياك ثمّ إيّاك من تبيان آيات الله بالشمول.
وبالنسبة لكلمة
{يَا وَيْلَنَا}
فهم يقولونها أي الطرفان من الكافرين لكونهم جميعهم فزعون، وعلى سبيل المثال الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فهم يعلمون مباشرةً من لحظة البعث أنّ هذا يوم البعث بمجرد ما يبعثهم،
وقال الله تعالى:
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30)}
صدق الله العظيم [الصافات].
وبما أنّ الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل يعلمون أن هذا يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين ولذلك قالوا:
{وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}،
وأمّا الكفار الفزعون من الطرف الآخر الذي لم تُقَم الحجّة عليهم ببعث الرسل ولا يعلمون ببعث رسل ربِّهم ولا يعلمون أنَّهم سوف يُبعثون فهم كذلك فزعون يوم البعث،
ولذلك قالوا:
{يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}،
وردَّ عليهم كفارٌ آخرون:
{وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}
صدق الله العظيم.
وخاطب الله الكفارَ المكذبين بيوم البعث فقال الله لهم من وراء الحجاب:
{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}
صدق الله العظيم.
وعلى كل حالٍ حين نجد كلمةَ
{وَيْلَنَا}
صادرة من الطرفين من الكفار سواء الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أو الذين ماتوا قبل بعث الرسل فكلمة
{يَا وَيْلَنَا}
صدرت من الطرفين بسبب أنّ الطرفين فزعوا من هول البعث، ولكنّ طائفة منهم لن يعذبهم الله حتى وإن نالهم الفزع من عذاب الجحيم، فأخيراً يقول لهم ربّ العالمين:
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
صدق الله العظيم [الأعراف].
فلن يُخلف الله وعدَه فيعذب الكافرين الذين لم يقِم الحجّة عليهم.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}
صدق الله العظيم [الإسراء]،
وأولئك هم أصحاب الأعراف فلا هم في الجنة بادئ الأمر ولا في النار فليس لهم إلا رحمة ربّهم.
وقال الله تعالى:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:46].
لكونهم ليسوا من المعذبين ولم يجعلهم الله بعدُ من أصحاب الجنّة؛ بل يتمنّوْن أن يدخلوها مع الصالحين.
وقال الله تعالى:
{وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
صدق الله العظيم [الأعراف].
ومن ثمّ جاء الردُّ في سياق الآيات إجابةً لدعوتهم لربِّهم:
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}
صدق الله العظيم،
والردُّ من وراء الحجاب بصوت الحيِّ القيوم!
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
صدق الله العظيم،
لكونهم أنابوا إلى ربِّهم أن يرحمهم كما رحم الصالحين، وبرغم أنّهم كفار ولكنهم كرهوا الكفارَ برسل ربّهم،
وقالوا لهم:
{وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
صدق الله العظيم [الأعراف].
وذلك النداء:
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}
صدق الله العظيم،
صدر من الربِّ لأصحاب الأعراف.
ويا (مجتهد للحق)، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ ناصر محمد من الراسخين في علم الكتاب فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن العظيم إلا أقمتُ عليه الحجّة بإذن الله بآياتٍ بيِّناتٍ محكماتٍ من آيات أمِّ الكتابِ، والحقُّ أحقَّ أن يتّبع إن كنتَ تريد الحقَّ، وما بعد الحقِّ إلا الضلال.
وأُبشِّر أنّ جدّي عبدَ الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي سوف يجعله الله وجدَّتي آمنةَ بنت وهبٍ من أصحاب الجنَّة، وكذب المفترون أنّ أبوَيْ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أصحاب الجحيم، ولَأُخرِسنّ ألسنة المفترين من محكم القرآن وألجمهم إلجاماً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
ــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.