أرشيف بيانات النور

مدونة عبارة عن أرشيف لبيانات النور للامام المهدي ناصر محمد اليماني للبيان الحق للقران الكريم لتيسير البحث لاولي الالباب من البشر اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

الخميس، 1 سبتمبر 2011

ما معنى البدعة ؟


الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 10 - 1432 هــ
01 - 09 - 2011 مــ
01:55 صباحا
ــــــــــــــــــــــــ

ما معنى البدعـة ؟
ــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد وآله الأطهار وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
إنما البدعة هي البدعة في دين الله من عند أنفسكم ما لم ينزل الله بحرامه أو حلاله من سلطان. 
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ}
صدق الله العظيم [النحل:116].
وأهم شيء عند الله هو أن تلتزموا بالنهي عن كبائر ما تُنهون عنه.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً}
صدق الله العظيم [النساء:31].
فهل أفراح العيد وتقسيم الحلوى بين الأطفال في العيد من الكبائر! 
ما لكم كيف تحكمون؟ 
وهلك المتشددون بغير الحقّ.
وكذلك لا نحرّم الفرح والطرب في الأعراس، ولكننا نحرّم فيه رقص النساء أمام الرجال ونحرّم فيه الفجور والسفور وشرب الخمور.
فاتقوا الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فلا تضيّقوا على الناس بغير الحقّ.
وربّما يودّ أن يقاطعني أحد الأنصار فيقول:
"فهل هذا يعني أن الغناء حلال؟".
ومن ثم نقول له: إنّ ذلك يعود لكلمات الغناء، فما كان فيه كلمات العشق والتغزل في الغواني فإنه يثير الشجن ويهزّ العواطف لدى الذين يتّبعون الشّهوات ويسعون لفتنة النساء الشريفات، ولكنّنا لا نستطيع أن نُحرّم شعر الغزل في زوجاتكم لكونه شاعر يتغزل في زوجته بسبب الحبّ الحلال.
وأما أصحاب فتنة الشعرالذين يتبعهم الغاوون بسبب شعر الغزل في الحبّ الحرام من غير زواجٍ فذلك محرمٌ لكونه من خطوات الشيطان لكونه قد يفتنها بشعره فتلبي طلبه إلى ما حرّم الله. فمن الشعر لسحرٌ والغواني يغرهنَّ الثناءُ، أولئك هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون عن الصراط المستقيم من الذين يتبعون الشهوات، ونفتي بالْحَقّ أن الشعر الغزلي في الحبّ الحرام محرّم في محكم كتاب الله.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالشُّعَرَ‌اءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
صدق الله العظيم [الشعراء].
ألا والله لو يستغلون كلَّ لحنٍ جميل من ألحانهم فيتغنون الأشعار في محبة الله ورسوله لخشعت لذلك القلوب وما زادكم إلا سكينة وطمأنينة، كمثل أن تستمعوا إلى لحن وغناء
"طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"
فيبعث ذلك السرور في أنفسكم بسبب محبة الله ورسوله.
وخيرٌ لكم أن لا تشغلوا قلوبكم بالشعر في حبّ الزوجات غير أننا لا نحرّم عليكم التغزل بالشعر في زوجاتكم؛ بل ننصحكم أن تشغلوا قلوبكم بحبّ الله ورسوله. ومن علم أنه يحبّ زوجته أكثر من حبّه لرسول الله فليعلم أنه ليس من المؤمنين لكون سرّ محبة رسول الله هو من شدة حبّكم لمن أرسله الله الغفور الودود، ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين حبّ الله ورسوله وما ينبغي لكم، فلا بدّ أن تحبوا أحدهما أكثر من الآخر.
ولن تستطيعوا أن تعدلوا في الحبّ بين زوجاتكم ولو حرصتم فلن تستطيعوا، فلا بد أن تحبوا إحداهُنّ أكثر من الأخريات، وكذلك في درجات الحبّ لأولادكم لن تستطيعوا أن تعدلوا بينهن في الحبّ.
ومن ثم نأتي لحبِّ الله ورسوله، فلن تستطيعوا أن تعدلوا بين حبّ الله وحبِّ رسوله وما ينبغي لكم، ومن أحبَّ محمداً رسول الله أكثر من الله فقد أشرك بالله ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، كون الذين آمنوا قد جعل الله برهان إيمانهم في قلوبهم هو أن يجدوا أنه أشدُّ حباً في قلوبهم،
وهو تصديقٌ لقول الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}
صدق الله العظيم [البقرة].
فهل تعلمون البيان الْحَقّ لقول الله تعالى
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}
أي الحبّ الأشدّ في قلوبهم هو لله، أولئك هم المؤمنون حقاً. وبرهان إيمانهم بالله بالغيب هو أنهم يجدون في قلوبهم أشدَّ الحبّ بأعلى مقاسٍ هو لله، ألا وإن المحبّ ليطمع دائماً في رضوان من يحبّ فلن يكون سعيداً لو علم أنّ حبيبه حزينٌ وليس راضياً، فإن علِم أنّ حبيبه سعيدٌ مسرورٌ فيُسرُّ من سروره، وإن يراه غضباناً حزيناً فإنه يحزن من حزنه كونه ينشد رضوان من أحبّ، وأشدّ الحبّ في القلب لا ينبغي أن يكون إلا لله، ومن أحبَّ أحداً بالحبِّ الأشد الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله فقد أشرك بالله وجعل له نداً.
ولذلك قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}
صدق الله العظيم [البقرة].
ولربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار أن يقول:
"يا إمامي إني أحبّ زوجتي وتالله لا أكون سعيداً حتى أراها سعيدةً راضيةً، فهل يعني ذلك أني مشرك بالله؟".
ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني:
كلا حبيبي في الله فهذا وازع الحبّ الحقيقي، ولكن لو أنها تطلب منك شيئاً لا يرضي الله فتسعى لتحقيق طلبها لتنال رضاها فقد أصبح حبّها في قلبك هو الأشدّ فسعيت لتحقيق رضوانها بما يسخط الله، والله أحقّ أن ترضوه إن كنتم مؤمنين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.